خطورة اعتذارات الثانوية العامة!
الزحام الذي جرى أمام مقرات تلقي اعتذارات المعلمين عن العمل بمراقبة الثانوية العامة أو تصحيح امتحاناتها كان كاشفا لحال التعليم في مصر.. إذ من المستحيل أن كل من ذهبوا تنطبق عليهم شروط الاعتذار العشرة التي حددتها وزارة التربية والتعليم ونشرها محرر"فيتو" المحترم حسام عيد وهي:
- قومسيون طبي بتاريخ حديث معتمد بخاتم الشعار وصورة من البطاقة العلاجية
- إجازة بدون مرتب (المستند الدال على الحالة).
- العمل جزء من الوقت (صورة طبق الأصل من المستند الدال على الحالة معتمد من الإدارة التعليمية).
- نسبة عجز 5%.
- وجود أطفال (من ذوي الاحتياجات الخاصة بتقرير طبي معتمد وصورة من شهادة الميلاد).
- وفاة الزوج بمستند بمدة لا تتجاوز العام.
- الزوج يعمل بالمناطق النائية أو سفره (خطاب معتمد من جهة العمل).
- ندب الزوجين لأعمال امتحانات الثانوية العامة.
- حرمان من أعمال الامتحانات أو الإحالة للمحاكمة التأديبية!
اقرأ ايضا: شيكابالا والسياسة والمؤامرة على مصر!
صحيح الشروط السابقة عديدة لكننا نتحدث عن أكثر من مليون مدرس وبعيدا عن أي حديث عن تراجع الوعي عند فئات من المدرسين بالدور الذي يقوم به "المعلم" خلافا لأي مهنة اخري بالمجتمع وهو ما يؤكد أهمية ما يجري من برامج تأهيل المدرسين الذي اصبحوا في مواقعهم في فترات وعهود سابقة وصل فيها حال المدرس والمدرسة والتعليم كله إلي أسوأ مراحله علي الاطلاق..
بما يكشف إن مصر لن تؤسس لتعليم جيد بلا معلم يعي ما يفعله وأهمية ما يفعل.. إلا إن الأمر كشف أمورا عديدة أخرى أهمها أن الميكنة والتعامل التكنولوجي لم يصل إلي الوزارة بعد، إذ لو كانت موجودة لامتلكت الوزارة كل المعلومات السابقة تلقائيا ولتوفرت سبل تقديم الاعتذارات السابقة إلكترونيا دون الحاجة إلي أي زحام!!
ومتي تنتفي توزيعات المراقبة المرهقة للمدرس؟! ومتي يقتنع المعلم بصحة وأمانة ما تتخذه وزارته من إجراءات وتعود الثقة بينهما؟!
اقرأ ايضا: كلنا أحمد الرافعي!
متي تنتهي عبارة "وعلي من يرغب بكذا كذا التقدم بطلب في مقر الوزارة أو المحافظة أو الهيئة أو الشركة الخ"؟! ومتي نصل ـ أو للدقة نعود ـ إلى "المعلم" القدوة الذي يضرب المثل بنفسه ويؤمن إنه يؤدي أشرف رسالة ويقوم بأطهر مهنة في البلاد وإنه بالفعل كاد أن يكون رسولا ؟!
أربعون عاما غيرت الكثير في بلادنا.. كان الله في عون الرئيس في مشروعه الأول لمصر وللمصريين وكان الله في عون الدكتور طارق شوقي!