فتحية العسال: أول قصة كتبتها كانت رسالة غرامية إلى زوجي
رمز من رموز التحدى والصمود لم تنل الشهادة الابتدائية لكنها لم تستسلم لقدرها فقامت بتعليم نفسها بنفسها حتى صارت الأديبة والكاتبة الشهيرة فتحية العسال الرئيس السابق لجمعية الكاتبات المصرية التى رحلت فى مثل هذا اليوم 15يونيو 2014 .
وفى حوار أجرته مجلة زهرة الخليج عام 2005 مع الكاتبة فتحية العسال بمناسبة فوزها بجائزة الدولة للتفوق عن مشوارها الأدبى قالت فيه :
أنا من مواليد حى القلعة عام 1933 وهى اعرق احياء القاهرة ،كنا سبعة اخوة اربعة ذكور وثلاثة إناث ،وكان والدى ضد تعليم البنات ، أخرجنى من المدرسة وأنا فى العاشرة من عمرى ، رحت اعلم نفسى بنفسى ، وأول مافعلته كان محاولة كتابة اسمى ، وبعد أن راى الى إصرارى بدأ يساعدنى بشراء بعض الكتب المدرسية لى ، وعند اتقانى القراءة والكتابة أصبح يعطينى الصحيفة لأقرأ له الأخبار ، بعدها اكتشفت أن القراءة تفتح لى عالما واسعا . كتبت أول قصة ضمن رسالة غرامية لزوجى الاديب الراحل عبدالله الطوخى ،وكان أول كتاب قرأته "عقلى وعقلك "لسلامة موسى وهذا الكتاب هو ما وجهنى الى ما أنا فيه ، ثمجاءت قراءة جبران خليل جبران ، لتبدأ الحكاية . سأل المحرر فتحية العسال : ماذا يمثل الكتابة عندها ؟فقالت :هى الحياة آخذ منها لقطات وأسطرها على الورق ، فالواقع يدفع الى إثارة الخيال لتتوالى الافكار ثم صياغة الواقع فى قالب أدبى . وحول وصف أدبها بالادب النسائى قالت : أنا لست رائدة نسائية بل أعمل فى الحقل والوطنى والسياسى وأناقش قضايا المرأة والرجل على السواء ، وقد كتبت القصة القصيرة والشعر والدراما الاذاعية لكنى ركزت على مجالين المسرح والتليفزيون ..المسرح لانه الضوء الذى ينير الطريق للانسان ، والتليفزيون لأنه يدخل كل بيت . وحول اهتمامها بضرورة تعليم الفتاة قالت : اوضحت وجهة نظرى فى ذلك خلال المسلسل التليفزيونى (هى والمستحيل) وهو يحث على ضرورة تعلم تعلم المرأة التى لم تنل حظها من التعليم مثلى تماما بل عليها ايضا ان تثقف نفسها بالقراءة فى جميع المجالات . وفى تعليقها على جائزة الدولة التى حصلت عليها قالت :أنا من رشحت نفسى لهذه الجائزة وهذا عكس المعتاد فالكل يرشح عن طريق هيئات ومؤسسات أو جامعات لكن كانت هذه الجائزة لا تشترط ذلك ، وعلى الرغم من انى عضو فى مجلس ادارة اتحاد كتاب مصر ورئيس الاتحاد النسائى وجمعية الكاتبات وعضو جمعية السينمائيين ونقابة السينمائيين ،لكنى أردت ان ارشح نفسى بنفسى فكنت أول سيدة ترشح نفسها وحصلت على جائزة الدولة للتفوق وقدرها 50 الف جنيه ،وهذه الجائزة تأكيد على أن تاريخى وكفاحى هما راسمالى الوحيد وهى نتيجة لما بذلته من جهد طوال حياتى وتتويجا لعطائى الثقافة والفكرة .
قصة أول روائية صعيدية على كرسي متحرك في قنا | فيديو وصور وأضافت العسال :وقد أهديت هذه الجائزة الى روح زوجى الراحل الاديب عبدالله الطوخى الذى تنبأ بحصولى عليها قبل وفاته ، وكان ايضا أول من اكتشف موهبتى الادبية مع اول خطاب غرامى ارسلته اليه وكان عبارة عن قصة قصيرة ،وهو استاذى ومعلمى وكان من حسن حظى انى تزوجته فقد كان لعبته الفكر ومن هنا شجعنى .