قصة أول روائية صعيدية على كرسي متحرك في قنا | فيديو وصور
دخلت إلى النادي ووالدها خلفها.. يقود كرسيها المتحرك.. يجول بها يمينا ويسارا.. تنظر بعيون حالمة.. يقف الأب إلى جوارها.. بينما جلست الفتاة إلى طاولتها وتفترش عليها كتابًا عليه غلاف بلون أسود ويخرج منه شعاع نور مكتوب عليه جملة: "أنت الذي أحببتني في تلك الحياة".. والصورة لشخصين أحدهما على مقعد متحرك والآخر يمسك بيده.
برهة ووجدت تلك الفتاة تتجول بعينها بين زوار النادي بعد أن تركها والدها.. تنتظر.. تتطلع إلى من يأتي إليها لمشاهدة أولى أعمالها الروائية "صدفة".. تلك الفتاة الصعيدية ابنة الثمانية والعشرين عاما.. ذات العيون اللامعة والابتسامة الصافية التي ترفض أي شيء يقف عائقا أمام ممارسة حياتها الطبيعية كأي فتأة تتزيا بألوان خلابة.. وملابس عصرية.. وتتفنن بالتصوير بعدسات الكاميرات مرتدية الخاتم وطوق الرقبة الذي صنعته خصيصا لتناسب ألوان ثيابها.
"فيتو" التقت الروائية صاحبة المقعد الذهبي ندى تغريد لتتحدث معنا عن حلمها الذي أصبح حقيقة تعجز أمامها.. وأنت تقف على قدمك.
الأسرة الحنينة رزق
تقول ندى: إن عائلتي هي سر نجاحي وتفوقي على الإعاقة في تلك الحياة، فهم من وقفوا إلى جواري حتى تخطيت أولى عتباتي في تلك الحياة، رغم أنني ولدت بتلك الإعاقة وأتحرك على مقعدي المتحرك، إلا أن هذا لم يكن يومًا عقبة في طريق تحقيق حلمي في أن التحق بالمدرسة وأصل إلى مراحل متقدمة حتى وصلت إلى المرحلة الجامعية.
واستطردت ندى قائلة: "فكرت في الالتحاق بكلية الآداب قسم وثائق ومكتبات، وأنهيت دراستي دون أي مشكلات أو عقبات حتى أنهيت دراستي".
إكسسوارات وشعر وكتابة
نوهت ندى إلى أنها لم تنتظر مرور وقت دون فائدة، ففكرت في العمل بعد التخرج بصناعة الهاند ميد والإكسسوارات قائلة: "وجدت نفسي فيها، وفي عام 2015 وجدت نفسي أنجذب نحو الكتابة وبخاصة الشعر.. وكانت البداية بالخواطر ودفعني ذلك إلى الدخول في جروبات لكيفية كتابته بشكل صحيح وعلمي".
وأشارت ندى إلى أنها تفوقت في الكتابة الشعرية حتى التقيت بمجموعة من الشعراء الذين أصدروا مجموعتهم الشعرية تحت عنوان "كذا لون"، ومن هنا تعرفت على دار النشر التي ساعدتني في نشر أول كتاب لي "همسات قلب" في عام 2017، وفي عام 2018 أصدرت مجموعة قصصية وفي عام 2019 ديوان شعر وفي 2020 صدرت أول تجربة روائية لي "صدفة".
تنوع
سردت ندى أنها عشقت الكتابة بكل أنواعها ما بين شعر إلى كتابة كتب وقصص وأخيرا رواية.. كل هذا جعلني أتمسك بالحلم الذي في خيالي حتى يتحقق.. وبدأ شعاع النور يطل عليَّ من جديد.
محافظ قنا يفتتح وحدة صحية بتكلفة 7 ملايين جنيه | صور
وتابعت: الإعاقة لم تكن يوما سببا في وقف حياتي بل على العكس تماما في كل يوم يزداد أملي في الحياة وأتمسك أكثر بتحقيق أحلامي، وأتحرك على مقعدي فقط عند الخروج ولكن في المنزل أمارس حياتي بدون مساعدة وأستند على الحائط حتى أتمكن من قضاء كل وجباتي الحياتية.. أكره اليأس ولا أطيق العيون الحزينة.. أشعر بالحب عندما أخرج الى الناس والسكينة في وسط عائلتي والحب بين عيون القراء وأتمنى يوما أن يكون هناك دور نشر تتمكن من مساعدتنا وتمنع عنا الاستغلال.
وأكدت ندى أن العائلة لها دور كبير في التغلب على أي أزمة مهما كانت.. ويأتي بعدها الأقارب والأصدقاء.. وسوف أظل أذكر دائما "مقعدي المتحرك" يساعدني ولكنه لا ينوب عني في حياتي.. والإعاقة ليست سبة في الجبين بل إنها منحة من الله ومن يصبر ويتحمل يضاعف له ذلك.. فالقوة في العقل وليست في القدم أو اليدين والسمع والكلام والعجز ليس في البدن بل في العجز الحقيقي عن حب الحياة بشكل صحيح.