خبير لا يعلم شيئا !
زمان كان لدينا شخصية شهيرة عرفت باسم أبو العريف، أى الذى يعرف كل شىء أو العليم ببواطن الأمور، بينما هو لا يعرف فى الحقيقة شيئا بل يتظاهر بذلك..
وفى عصرنا الإلكتروني الحالى صار لدينا شخصية جديدة هى شخصية الخبير الذى ليس لديه خبرة ولا يعلم شيئا عما يتحدث عنه ويفتى فيه!.. وهكذا عصر العلم والتكنولوجيا الذى قوامه المعلومات أساسا ابتلينا بخبراء يجهلون ما يحدثون عنه، خاصة هؤلاء الخبراء الاستراتيجيين الذين يقدمون أنفسهم لنا بوصفهم يفهمون فى كل شىء وأى شىء.
ومن يريد أن يتأكد من تلك الأعجوبة عليه أن يعكف على مراجعة ما قاله وقدمه لنا هؤلاء الذين يرتدون ثياب الخبراء حول ثلاث قضايا وموضوعات تشغل بال الرأى العام المصرى الآن، وهى مشكلة سد النهضة، والأزمة الليبية، والحالة الوبائية لفيروس كورونا فى مصر.
اقرأ أيضا: هواة ترويع الناس!
فى الأمور الثلاثة ينبري هؤلاء الخبراء بتقديم التحليلات وإصدار الأحكام بل وتقديم التعليمات وإطلاق الأوامر بجرأة غريبة دون الاستناد إلى أى معلومات.. رغم أنه لا فهم لأى موضوع بلا معلومات حقيقية وسليمة وصحيحة.. ولا قرار صائب إلا استنادا لهذه المعلومات الصحيحة.. والخبير فى موضوع هو من يعلم أكثر من غيره حول هذا الموضوع.. لكن بعض الخبراء لدينا للأسف لا يعلمون شيئا!
