هل تستطيع الإخوان حسم الصراع في ليبيا لصالحها؟
تحاول الإخوان بكل ما أوتيت من قوة، التعامل مع ثورة 17 فبراير في ليبيا، باعتبارها الوكيل الحصري لها، ويستغل التنظيم عادات المجتمع الليبي المحافظ المرتبط بشكل جوهري بالدين، حتى يضربون ألف عصفور بحجر واحد، لرسم صورة ليبيا الجديدة، التي غير معادلات القوة على الأرض لصالحهم "أنصارهم الأتراك".
ولا مكان إذا ما نجحت خطة أردوغان بالإطاحة بالمشير خلفية حفتر، لغير تنظيم الإخوان، فهو الوحيد الآن ومعه التنظيمات التي تحارب داخل عباءته من التيارات الدينية، الذين لديهم استعداد وتحالفات ومال ودعم خارجي للسيطرة على السلطة.
باحث: الإخوان سخروا المشهد السياسي التونسي للطامعين في ليبيا
كان الإخوان سارعوا بعد الإطاحة بالقذافي لإعادة تشكيل نفوذهم في ليبيا، بعدما قرأوا خريطة الصراع وعرفوا ما سيحدث لاحقا، ولهذا شكلوا تحالفات استراتيجية لزيادة نفوذهم السياسي، وكما حدث في مصر، كان هدفهم الأول طعن القوى الوطنية التي قامت بالثورة بالأساس ورسمت شعاراتها.
مع الوقت أصبح الإخوان هم الجناح الأكثر نفوذا وقوة داخل مربع الثورة، وتزامن ذلك مع تصدع التحالف المدني وإنهياره، ثم لجأوا إلى تركيا حتى يكون لها اليد الطولى على الأرض، وبعد إنتهاء الصراع سيكون كل شيء مجهز للإخوان باعتباراها هي وحلفائها الذين شكلوا ملامح ليبيا الجديدة.
يرى عبد الجليل معالي، الباحث وأستاذ التاريخ، إن التدخل التركي في ليبيا، يتفقد أي وجاهة قانونية أو سياسية، رغم إصرار الأتراك وإخوان ليبيا على أنه تدخل «مشروع».
يستغرب معالي تنديد حكومة الوفاق وحلفائها الإخوان بالتدخلات الخارجية غير التركية التي يعتبرونها غير قانونية في العرف الإخواني، في الوقت الذي يشرعنون فيه التدخل التركي.
ويؤكد أستاذ التاريخ إلى أن الإخوان وحكومة فايز السراج ومختلف الميليشيات الإرهابية، لن تقدر على الحسم في ليبيا، مهما هللت ميليشات الجماعة لما تراه إنجازا تركيا على الأرض في ترجيح كفتهم، على حد قوله.