رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الاختيار في "رأس العش" و"شدوان"!

3 دبابات و 11 مدرعة و36 قتيلا وجريحا هي خسائر العدو الإسرائيلي التي اعترف بها في موقعة رأس العش الشهيرة، من مقاومة قوة صغيرة له التي وصفها كل المراقبين بأنها كانت نقطة الضوء التي أثبتت إن الإرداة لم تنكسر!

 

الجميع يعرف أن العدو الإسرائيلي دائما يقلل من خسائره لإحباطنا..عكس ما يفعل بعض الأغبياء بيننا من التهويل من خسائرنا والمبالغة في جرائم العدو!  

 

في يناير 1970 ملحمة أخرى في البحر الأحمر.. شدوان جزيرة صعبة جدا على بعد 35 كيلو من الغردقة.. معركة لمدة يومين.. مقاتلون بأسلحة عادية يقاومون الطائرات والدبابات واللنشات البحرية والأهالي يرسلون الطعام والمؤن والجيش بقيادة قائد جبهة البحر الأحمر اللواء وقتها سعد الدين الشاذلي يرسل السلاح والذخيرة!  

 

اقرأ ايضا: الرهان على "وعي الناس"!

 

ننقل لكم شهادة مراسل عسكري أمريكي وليس ما قالته صحف مصرية.. فيقول جاي بوشينسكي في برقية بعث بها إلى وكالة أنباء "يونايتد برس" وقتها وكان مع القوات الإسرائيلية كما كان يفعل مراسلونا العسكريون المعروفون الكنيسي والغيطاني وغيرهما مايلي:

 

"رغم أن الطائرات الإسرائيلية قصفت الجزيرة قصفا مركزا لعدة ساعات قبل محاولة إنزال القوات الإسرائيلية فقد قاومت القوة المصرية مقاومة باسلة ولم يجعل الأمر سهلا للمهاجمين.. ولما تمكنت القوات الإسرائيلية من النزول على الطرف الشمالي الشرقي للجزيرة بدأت في محاولة لتثبيط عزيمة القوات المصرية بأن أذاعت نداءات متكررة بالميكروفون تدعو القوة المصرية للاستسلام وأنه لا فائدة من المقاومة، وكان رد المصريين على هذا النداء بقذائف مركزة من المدافع تنصب فوق الجنود الإسرائيليين من كل جانب..

 

اقرأ ايضا: و28 مارس..عملية مخابراتية وأخري قومية!

 

لقد شاهدت بطولات من الجنود المصريين لن أنساها ما حييت، جندي مصري يقفز من خندقه ويحصد بمدفعه الرشاش قوة من الإسرائيليين وظل يضرب إلى أن نفذت آخر طلقة معه ثم استشهد بعد أن قتل عددا كبيرا من جنود العدو وأصاب عشرات بجراح.. إن القوات الإسرائيلية التي كانت تتلقى مساعدة مستمرة من طائرات الهليكوبتر لم تكن تتقدم إلا ببطء شديد للغاية تحت وطأة المقاومة المصرية، ولم يكن أى موقع مصري يتوقف عن الضرب إلا عندما ينتهي ما عنده من ذخيرة.

 

وحين انتهت ذخيرة أحد المواقع وكان به جنديان آسرهما الإسرائيليون ثم طلبوا من أحدهم أن يذهب إلى مبنى صغير قرب فنار الجزيرة ليقنع من فيه بالتسليم ثم عاد الجندي المصري ليقول لهم انه وجد المبنى خاليا.. وعلى الفور توجه إلى المبنى ضابط إسرائيلي ومعه عدد من الجنود لاحتلال المبنى، وماكادوا يدخلون إلى المبنى حتى فوجئوا بالنيران تنهال عليهم من مدفع رشاش يحمله ضابط مصري، وقد قتل في هذه العملية الضابط الإسرائيلي وبعض الجنود الذين كانوا معه، أما الضابط المصري البطل الشجاع فقد أصيب بعد أن تكاثر عليه جنود العدو..

 

وفي موقع آخر خرج جنديان متظاهران بالتسليم وحين تقدمت قوة إسرائيلية للقبض عليهما فوجئت بجندي مصري ثالث يبرز فجأة من الموقع بمدفعه الرشاش فيقتل 5 جنود ويصيب عدد امن الإسرائيليين"!

 

اقرأ ايضا: الجنرال الذهبي.. ويوم شهيدك يا وطني!

 

فقد العدو في المعركة 50 قتيلا وجريحا وطائرات ومعدات ودبابات ومدرعات وفقا لتصريحاته.. ومتوقع أن الخسائر أكبر من ذلك بكثير! هذه مشاهد لا يعرفها الكثيرون من أبناء شعبنا.. فقد اختصرت بطولات جيشنا في أكتوبر ثم اختصر أكتوبر في الضربة الجوية!

 

البطولة في كمين البرث لم تكن صدفة.. فهؤلاء أبناء أو أحفاد أولئك.. لم تأت البطولة هنا وهناك صدفة.. إنها عقيدة جيش عظيم! البعض ممن يسخرون من بطولاتهم ومن أبطالهم يحتاجون فحصا جينيا دقيقا!  

Advertisements
الجريدة الرسمية