نكسة 1967 ..أرشيف تل أبيب يكشف أسرار 5 يونيو
يمر اليوم الذكرى الـ 53 على نكسة عام 1967 وهو العدوان الذي شنته إسرائيل على كل من مصر وسوريا والأردن في 5 يونيو 1967 والتي لم تنته تبعاتها حتى اليوم.
ومنذ اندلاع الحرب نشر أرشيف دولة الاحتلال العديد من وثائق تعود لعام 1967، والتي تشمل العشرات من المناقشات الحكومية التي تحتوي على آلاف الصفحات وترصد وجهة نظر داخلية للرؤية السياسية والأمنية بعد حرب 1967 بين وزراء الحكومة.
تهجير الفلسطينيين
ومن بين ما كشفت عنه وسائل الإعلام الإسرائيلية في هذه الوثائق محاضر مناقشات الوزراء بعد الحرب التي تضمنت دعوة موشيه ديان، لتهجير الفلسطينيين من باقي أراضيهم في قطاع غزة والضفة الغربية ومن تبقى منهم في الجليل، أو إجبارهم على ذلك من خلال عدم توفير المياه لهم.
وحسب البروتوكولات فإن في إحدى المناقشات أشار وزير العدل الإسرائيلي آنذاك يعقوب شابيرا إلى رجل دين مسلم متهم بالتحريض ضد إسرائيل مع مساعديه، وقال: "إننى كنت آخذ هؤلاء الرجال لإرسالهم إلى صحراء سيناء خلافًا لاتفاقية جنيف"، وأضاف: "كنت أجعلهم يقيمون في شرم الشيخ تحت ظل الشمس هناك".
إخلاء غزة
وأراد رئيس وزراء الاحتلال آنذاك، ليفي أشكول، بحسب البروتوكولات إخلاء غزة تمامًا من السكان الفلسطينيين فضلًا عن تشجيع هجرة الفلسطينيين من الضفة الغربية والجليل، ومن بين المقترحات أيضًا منح الفلسطينيين في غزة والضفة تصاريح للعمل خارج البلاد.
وتشير البروتوكولات إلى أن إسرائيل لم تستعد لليوم الذي يلي حرب 1967 والذي احتلت فيه قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية ومرتفعات الجولان وشبه جزيرة سيناء.
وفي ديسمبر 1967، بعد ستة أشهر من الاحتلال، تساءل رئيس الوزراء ليفي أشكول عن كيفية معاملة إسرائيل لمئات الآلاف من العرب الذين تسيطر عليهم الآن. وأضاف: "متى سيتعين علينا أن نقرر أن هناك 600 ألف عربي في هذه الاراضي، ماذا سيكون وضع هؤلاء؟
كما سبق ونشرت وزارة الدفاع الإسرائيلية تفاصيل العملية العسكرية خلالع عدوان 1967، والتي تشمل وثائق ومحادثات صوتية لقادة جيش الاحتلال خلال الحرب.
الهدف مصر
وذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية أن الهدف الرئيسي من العملية كان مصر، مشيرة إلى أن 85% من طائرات سلاح الجو الإسرائيلي صوبت نحو مصر، سوريا، الأردن.
ونوهت الصحيفة إلى أن حرب 1967 غيرت وجه الشرق الأوسط، لافتة في ذات السياق لترتيب القوات الإسرائيلية المتدني مقارنة بسلاح الجو المصري.
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي كان يملك وقتها 412 طائرة، وكان نحو نصفها طائرات حربية، و465 طيّارا، في المقابل، بلغ تعداد الطائرات في أسلحة الجو بالدول العربية 826 طائرة و980 طيّارا.
ووفقا لقسم التاريخ، فإن كل الطائرات الإسرائيلية كانت مخصصة للمشاركة في الهجوم على مطارات أسلحة الجو العربية، فيما عدا 12 طائرة ميراج كانت على أهبة الاستعداد لحماية سماء الاحتلال.
نقطة تحول
أما الكاتب الإسرائيلي، إيال زيسر، يقول عن الحرب أنها شكلت نقطة تحول في تاريخ إسرائيل.
وأضاف في مقال نشر في صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن حرب 1967 وضعت الأسس القوية للتحالف الإستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة، والتي كانت أساس المفهوم الأمني منذ ذلك الحين.
وتابع، أنه نظرًا لأن تاريخ الحركة الفلسطينية هو صورة طبق الأصل أو حتى رد فعل على تاريخ الصهيونية وإسرائيل، فلا عجب أن تكون حرب 1967 بالنسبة للفلسطينيين، بمثابة نقطة تحول أيضًا، لدرجة أن البعض يرون أنها بداية للحركة الوطنية الفلسطينية.
3 سنوات على مقاطعة قطر.. الدوحة لا تزال تعيش في عزلة
وأشار إلى أن من المفارقات أن نتائج حرب عام 1967 فتحت طريقًا جديدًا للفلسطينيين ودفع العديد منهم إلى أخذ مصيرهم بأيديهم، موضحًا أن بدلًا من الحوار أو الاستعداد للتسوية، اختاروا مواصلة الكفاح المسلح ضد إسرائيل.