رئيس التحرير
عصام كامل

لغز حمل ترامب الإنجيل أمام البيت الأبيض

ترامب
ترامب

في خطوة مثيرة للجدل وفي خضم الاحتجاجات الطاحنة التي تدور في الولايات المتحدة الأمريكية خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاملًا الإنجيل وهو يسير على قدميه قرب البيت الأبيض في سابقة هي الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات بسبب مقتل مواطن أسود على يد شرطي أمريكي.

 

خطوة ترامب سبقتها دعوات لحكام الولايات الأمريكية لفرض الأمن بالقوة وبعد ذلك خرج وسط حراسة مشددة سيرًا على الاقدام وإذ به يتوقف فجأة امام الكنيسة القريبة للبيت الأبيض ويرفع بكتاب الإنجيل عاليا وقال إن الاحتجاجات السملية ينبغي ألا يفسدها العنف.

 

مغازلة الدينيين

وتحتاج خطوة رفع ترامب للإنجيل لكثير من التفسيرات حول سر قيامه بهذه الخطوة ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟، ويبدو أن ترامب يحاول مغازلة الدينيين والصهيونية المسيحية الفئة المقربة له والتي ساهمت بشكل كبير في نجاحه في الانتخابات.

 

وترجع خطوة ترامب لحمل الأنجيل لسبب رئيسي هو يقينه بإيمان الإنجليين به وخاصة أن هناك إنجيليين ضمن الدائرة المقربة من دونالد ترامب يرونه كقائد سياسي يمكنه تحقيق نبوءات الكتاب المقدس ويريدون أن لا يسقط ترامب ويظل في المشهد، وهى التيارات المسيحية المحافظة في البيت الأبيض التي حظيت بنفوذ واسع منذ وصول ترامب إلى الحكم في أمريكا.

 

كما أن صور القساوسة والمتدينين من الإنجيليين بالصفوف الأولى وقت إعلانه عن خطته المزعومة للشرق الأوسط المسماه بصفقة القرن كانت تشي بالكثير وبمدى علاقاتهم وقربهم من إسرائيل أى أن الصهيونية المسيحية تعتبر دعامة هامة له وهو ما جعل يغازلهم برفع الإنجيل عاليًا في وقت هو في وقت تقترب فيه سفينته من الغرق.

 

اقرا ايضا: 

تفاصيل رسالة الخارجية السودانية لرئيس مجلس الأمن حول تطورات سد النهضة 

 

طلب الحماية

ترامب كان يعلم منذ البداية أن الإنجليين يمثلون كتلة تصويتية رئيسية في الولايات المتحدة ونظرًا لعلاقات المترابطة مع إسرائيل كان شغل ترامب الشغل منذ وصوله للحكم هو تحقيق أهداف الإنجيليين المرتبطة بإسرائيل في المقام الأول وذلك على الرغم من المناوشات والمشاكل الداخلية، وحان الوقت الآن أن يرمز لهم بحمايته من أعنف أزمة يواجهها منذ وصوله إلى الحكم ولم يجد أفضل من رفع الإنجيل كإشارة لطلب الدعم منهم.

 

فكرة المخلص

وترجع صلة الترابط بين الإنجليين والمسيحيين وترامب إلى فكرة الاقتناع بعودة المسيح المخلص واستعادة ما تسمى بأرض إسرائيل وتعتقد الجماعات الإنجيلية بفكرة نهاية العالم التي وفقًا لهم تقوم على أنه في حال عدم اعتناق اليهود المسيحية في نهاية العالم فإن عقابهم شديد ولكن تعاونهم معهم لا يعني أنهم يؤمنون باليهودية.   

 

وعلى الرغم من وجود اختلافات في وجهات النظر بين الإنجليين إلا أنهم يتفقون على الأمر واحد وهو عودة المسيح المخلص ونبوءة نهاية العالم وإعادة بناء ما يسمى الهيكل المزعوم مع اليقين بأن الأهوال والدمار الذي سيقع في نهاية العالم لن ينجو منه اليهود إلا بإعتناق الديانة المسيحية.

الجريدة الرسمية