هل نتعلم من الكورونا شيئا؟
بالرغم من إننا مازلنا فى قلب جائحة كورونا المرعبة والتى تسيطر على كل أحاديثنا وهواجسنا وحتى مستقبلنا إلا إننى متفائل تفاؤلا حذرا، متفائل لأن المحن هى التى تعلم الأمم ونحن أمة علمتها النواكب وجيل علمته المحن..
فنحن عشنا هزيمة ١٩٦٧ ومنها خرج المارد الذى كان محبوسا أكثر قوة وأكثر إيمانا بقضيته، فصنعنا نصرا تحدث عنه العالم أجمع فى ١٩٧٣، واليوم أرى إننا والعالم كله فى أجواء نكسة عالمية كشفت عورات الجميع وسيخرج من العالم بفكر مختلف وستتسابق الأمم لتعيد بناء نفسها فهل نلحق نحن بالسباق؟؟
يقينى يقول إن غالبيتنا استوعب الدرس ويقينى إن الدولة استوعبت الدرس، ولكن حذرى الذى ذكرته فى البداية بسبب إننا أمة سريعة النسيان، أمة متواكلة تريد من يخطط لها ويحسب لها، ومن هنا أرى إننا أصبحنا نمتلك من يخطط ومن يحسب ومن يقود، ولكن مشكلتنا الكبرى إن هذا الفكر لايصل إلى قاع المجتمع وإلى الطبقات الدنيا والمعوقة..
اقرأ ايضا: هل ظلمنا الغرب أم أنه أحسن استغلالنا؟!
وحسنا فعلت الدولة حينما تعافت من أثار الفوضى التى عمت البلاد وتماسكت واعتمدت على أهم قطاعات الدولة انضباطا، فأنجزت ووقفت من جديد ولكن هذا النهج يحتاج إلى التطوير والتغيير، نعم فليستمر هذا القطاع فى انطلاقته ولكن لابد أن ننقل وبالقوة وإنفاذ القانون الانضباط إلى كل قطاعات الدولة بلا استثناء..
وعلى رأس هذه القطاعات التى انكشف سترها فى الأزمة الأخيرة قطاع التعليم وقطاع الصحة، إن الدولة التى استطاعت أن تنجز المشروعات العملاقة فى الخمس سنوات الأخيرة رغم ضعف الإمكانات لقادرة أن تسخر كل قطاعات الدولة لخدمة خطتها والمؤكد أن الدولة تمتلك الكفاءات فى كل القطاعات، ولكنها لا تمتلك المنظومة الحاكمة لهذه الكفاءات..
وأهم ما تحتاجه المنظومة ليكتمل عملها هو إنفاذ القانون بعدالة وحزم، لابد من تنفيذ الإجراء الذى نطالب به منذ زمن بعيد وهو مكافأة المجتهد ومعاقبة المخطئ والمتكاسل، لابد أن ننهي قصة المحسوبية واللامبالاة والإهمال فى كل قطاعات الدولة..
اقرأ ايضا: دروس من الأزمة.. كورونا مجرد بداية
الناس رأت بعينيها نتيجة اللامبالاة والإهمال، وفقدت أرواحها من هذا الفيروس اللعين، وتشبثت بأى شىء وبأى أحد يأخذ بيدها وتجاوبت مع بعض القرارات بمنتهى الانضباط، وتواكلت وأهملت فى البعض الآخر..
إدارة المؤسسات منها من كان على قدر المسؤلية وفى قلب الحدث، ومنها من كان بعيدا منعزلا غير قادر على اتخاذ القرار وجلس ينتظر قرارا من رؤسائه، كل هذه القيادات ظهرت قدراتها الحقيقية فى المحنة والآن حان وقت التقييم والتغيير وإن لم نفعل اليوم ونحن فى أجواء الأزمة فلن نفعل أبدا..