حسن حسني | "القشاش" الذي طرق قلوب العرب بابتسامته
في حي القلعة البسيط رسم الفنان الراحل حسن حسني ابتسامته الأولى في وجه السماء التي استقبلته عام 1931 لتبقى تلك الابتسامة على وجهه الطفولي حتى آخر لحظات حياته حيث وافته المنية منذ قليل في مستشفى دار الفؤاد إثر تعرضه لأزمة صحية مفاجئة مساء أمس.
مسيرة حسن حسني الطويلة التي خطا خطواتها يتجول مالابين "لوكيشن تصوير" وكواليس مسرح وشاشة سينما أطل منها على قلوب المصريين والوطن العربي وطرق أبواب حبهم فاستجابوا لطرقاته حتى بات علامة فارقة في تاريخ السينما العربية والمصرية على وجه الخصوص.
علامات الموهبة
خفق قلب حسن حسني للتمثيل منذ طفولته فرحيل والدته عن عالمه في عمر السادسة لم يكن ليعوضه شيئًا عن هذا الغياب سوى موهبة كبيرة خطت ملامحها في قلبه خلال دراسته في مدرسته الابتدائية في مسرح المدرسة حيث قدم دور "أنطونيو" في إحدى المسرحيات المدرسية ليحصل على كأس التفوق وميداليات التقدير نظير دوره.. الأمر الذي جعله يدرك أن التمثيل هو العشق الذي سيقضي حياته معه.
مسرح الحكيم والمسرح العسكري
أولى الخطوات الرسمية التي خطاها حسن حسني نحو حلمه كانت على خشبة مسرح الحكيم في ستينيات القرن الماضي وذلك بعد حل المسرح العسكري الذي كان حسن أحد أعضائه إلا أنه انعتق منه عندما صدر قرار رسمي بحل المسرح العسكري وتسريح أعضائه ، الأمر الذي اعتقه من انحصار شهرته وجماهيريته على نطاق محدود حيث يقول حسن عن تلك الفترة: "لولا حل المسرح العسكري لظللت خارج دائرة الضوء التي كنت أحلم بها وقتها نقلت إلى مسرح الحكيم الذي شهد خطواتي الأولى فقدمت عليه مسرحيات عديدة منها مسرحية عرابي ومسرحية المركب اللي تودي".
أبنائي الأعزاء شكرًا
وكتب حسن حسني شهادة ميلاده الفنية في قلوب محبيه من خلال مشاركته في مسلسل "أبنائي الأعزاء شكرًا" الذي دخل من خلاله شاشة التلفزيون وكل بيوت المصريين ، وعلى الرغم من كون السينما والدراما أثرت على علاقة حسن حسني بالمسرح الذي اعتبره معشوقه الأول إلا أن شاشة التلفزيون هي من أكسبته شهرته الواسعة من المحيط إلى الخليج.. الأمر الذي دعاه للتعمق في أعمال الدراما والسينما لمدة 8 سنوات متواصلة ، قدم خلالها العشرات من الأفلام السينمائية حتى سمي بين زملائه بـ"الممثل الطائر" لكثره مشاركاته.. عشرات الأعمال السينمائية التي تحملها مسيرة حسن حسني والتي بدأت أولها بدور في فيلم "الكرنك" إخراج عاطف الطيب ثم اجترت وراءها العشرات.
وعلى مدار مسيرته حقق حسن حسني طفرة في مفهوم الفنان القادر على تمثيل جميع الأدوار التي توكل إليه لدرجة تفوقه على فتيان الشاشة في زمانه حيث فاز حسن حسني عام 1993 بجائزة أحسن ممثل متفوقًا على فاروق الفيشاوي ومحمود حميدة اللذين نافساه على الجائزة في ذلك العام وهو الأمر الغريب على مثل هذه الجوائز التي يقتنصها عادة الممثل الـ "جان".
"القشاش والمنشار"
ولا جدل حول كون الفنان حسن حسني ملكًا للكوميديا التي تربع على عرشها في أفلام الشباب خلال السنوات الأخيرة فشارك في العديد من الأفلام إلي جانب عدد من نجوم العصر ومنهم: أحمد حلمي ، أحمد السقا.. إلخ ، وهو الأمر الذي برره حسن حسني في أحد لقاءاته قائلًا: إنه يفعل مع نجوم هذا الجيل ما فعله معه النجوم الكبار في زمانه.
كثرة الأعمال السينمائية والدرامية التي شارك بها حسن حسني على مدار مسيرته الفنية جلبت له معها العديد من التسميات التي يأتي في مقدمتها "القشاش" وهو الاسم الذي أطلقه عليه الكاتب موسى صبري كونه مثل القطار الذي "يقش" ما أمامه في إشارة منه للتفوق على الذات.. إضافة إلى "المنشار" الذي أطلقه عليه خيري بشارة لكثرة مشاركاته.