رئيس التحرير
عصام كامل

بالألوان.. أطفال لاجئى سوريا يرسمون حكاياتهم

أطفال لاجئي سوريا
أطفال لاجئي سوريا يرسمون حكاياتهم_أرشيفية

باللوحات، عبر عشرات الأطفال السوريين اللاجئين إلى لبنان عن مشاعرهم وحكاياتهم، في معرض للفن التشكيلي، افتتحته دار المصور في العاصمة بيروت اليوم السبت ويستمر لمدة أسبوع.


المعرض، مع افتتاحه، ازدحم بالأطفال السوريين القادمين من مختلف المناطق اللبنانية لرؤية لوحاتهم والتقاط الصور إلى جانبها.

"سعد سرميني"، أحد نجوم المعرض، طفل سوري يبلغ من العمر 11 عاما، رسم أكثر من 20 لوحة خلال سنتين.

سعد المبتسم دائما، قال في حديث لمراسلة الأناضول: إنه يحب رسم "البورتريهات" (الصور التي تجسد شخصا) ويرغب بأن يصبح فنانا عندما يكبر، وينظم معرضا في سوريا عندما تهدأ الأمور.

أما "ياسمينة حمصي" ذات الخمس سنوات، فتحمل لوحتها الصغيرة، وتمشي في أرجاء المعرض.

تتحدث ياسمينة مع الفتيات الصغار عن "الألوان التي اشترتها لها والدتها واللوح الكبير الذي ابتاعه والدها، وعشقها للرسم حتى على الجدران".

في المقابل، تبدي خديجة خضر، الطفلة الخجولة، حزنها الشديد على "لوحاتها التي بقيت في حماة (وسط سوريا) تحت أنقاض البيت المدمر".

وغلبت الألوان الزاهية كالأحمر والأخضر والأزرق والأصفر والأبيض على معظم اللوحات، في محاولة من الأطفال للتعبير عن ميلهم الطبيعي إلى ألوان الفرح والأمل، رغم الظروف الصعبة التي يعانون منها نتيجة الدمار الهائل في سوريا ولجوئهم إلى لبنان.

من ناحيتها، أوضحت الفنانة التشكيلية، عروبة ديب نحاتي، القادمة من سوريا أن "الهدف من المعرض هو إشاعة أجواء الفرح والتسلية في نفوس الأطفال الذين لا ذنب لهم فيما يحدث في سوريا من قتل وتخريب ودمار".

وقالت نحاتي في حديثها لمراسلة الأناضول: إنها "تخصص كل يوم سبت من الأسبوع لتعليم الأطفال السوريين في دار المصور أساليب الرسم والفن التشكيلي، كما أنها تذهب إلى مركز (بكرا أحلى) في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين ببيروت وتعطي دروسا للاجئين القادمين من سوريا هناك كونهم يعانون أوضاعا مأساوية جدا".

"اللوحات المنتشرة في المعرض مخصصة للبيع شرط أن يعود ريعها مباشرة للأطفال الذين رسموها كنوع من الدعم المعنوي لتشجيعهم على الاستمرار في الرسم لتنمية هذه الموهبة" كما قالت نحاتي.

"الأوضاع التي يمر بها الأطفال السوريون صعبة جدا، والرسم هو إحدى أفضل الوسائل لتفريغ الطاقة والمشاعر التي يحسونها، ومعرض دار المصور للأطفال السوريين لن يكون الأخير" حسبما أكد القائمون عليه.

يشار إلى أن "دار المصور" هى معهد لبناني يقوم بتدريب الهواة على التصوير الفوتوغرافي وينظم معارض للفنانين لعرض لوحاتهم الفنية.

وبحسب المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، تخطى عدد اللاجئين السوريين المسجلين في لبنان حاجز الـ510 آلاف لاجئ، بخلاف أعداد أخرى من غير المسجلين والذين لا يعرف عددهم بالتحديد.
الجريدة الرسمية