رئيس التحرير
عصام كامل

"طيب وإيه أخبار سفارة إسرائيل يا مرسي؟!


ربما عندما سمعت مثلي تصريح الرئيس مرسي بقطع العلاقات وإغلاق السفارة، تصورت مثلي أنه يتحدث عن إسرائيل وخاصة بعد أن سمعت صراخ الحاضرين من أهله وعشيرته مؤيدين فرحين، وكأنهم استعادوا القدس.


ربما تكون مثلي اندهشت عندما عرفت أنه يتحدث عن سوريا ونظامها الحاكم، الأمر هنا لا علاقة له بالمعايرة السياسية للإخوان، وهم يستحقونها. لكن له علاقة مباشرة بالكذب والتضليل السياسي، فإسرائيل التي وصف مرسي رئيسها بالصديق الحميم، هي التي تحتل أرضاً وتشرد شعباً حتى الآن. وكل ما فعله التنظيم السري الذي ينتمي إليه الرئيس، وكل ما قدمه حلفاؤه هو مؤتمر وتظاهرات ساذجة، كان من الممكن أن تكون مقبولة لو كان الإخوان في المعارضة وليس في السلطة، وفي يدهم القرار.

الأمر هنا لا يعني التورط في حرب ضد إسرائيل، فأنا ضدها، ولكن طبقاً لخطابهم الذي كانوا يتاجرون به علينا قبل الثورة وفي أعقابها مباشرة "رايحين بالملايين على القدس"، والصراخ في احتجاجاتهم القليلة بقطع العلاقات وطرد سفير العدو الصهيوني.
 
كل ذلك كذب وتضليل وبدلاً من أن يعلن الكذابون الحرب ضد إسرائيل أو حتى تقديم الدعم القوى للفلسطينين، ها هو مرسي يعلن الحرب ضد سوريا، فالأمر ليس فقط بشار، فهناك قطاع من السوريين معه حتى الآن.

هذا لا يعني أنني مع بشار، فقد كتبت ضد نظامه وضد والده قبل الثورة، كما أنه لا يمكن الدفاع عن جرائم بشار الأسد ولكن في ذات الوقت لا يمكن اعتبار خصومه من الملائكة. 

ففي النهاية أتصور أن دور الدولة المصرية في هذه الفترة كان يجب أن يصب في تجاه المصالحة الوطنية في سوريا، أي الوصول إلى صيغة توافقية لوقف الحرب الأهلية ووقف نزيف الدم.

ثم إذا كان مرسي والتنظيم السري للإخوان وحلفاؤه "صعبان" عليهم الاستبداد في سوريا، فلماذا لم ولا تتحرك مشاعرهم "الرهيفة" تجاه ديكتاتوريات لا تقل بشاعة قبل الحرب الأهلية في سوريا، أقصد السعودية وقطر على سبيل المثال. الأمر فيما أتصور هو استغلال وضع أمريكي غربي مواتٍ لتسليم سوريا إلى الإخوان هناك، حتى يتحقق الحلم الإخواني بدولة الخلافة.
الجريدة الرسمية