المفتي السابق يبين معاني الأمانة
قال الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق لقد أخبرنا الرسول الأكرم صلوات الله عليه وسلامه أن ضياع الأمانة من علامات فساد الزمان فعن حذيفة قال: «حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر حدثنا: أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة ثم حدثنا عن رفع الأمانة قال: ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل الوكت ثم ينام النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل المحل كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرا وليس فيه شيء ثم أخذ حصى فدحرجه على رجله فيصبح الناس يتبايعون لا يكاد أحد يؤدي الأمانة حتى يقال إن في بني فلان رجلاً أمينا حتى يقال للرجل ما أجلده ما أظرفه ما أعقله وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان».
وأشار المفتي السابق إلى تواتر نصوص الكتاب والسنة التي تدل على أن الأمانة عظيمة القدر في الدين ومن عظيم قدرها أنها تقف على جنبتي الصراط ولا يُمَكن من الجواز إلا من حفظها كما رواه مسلم في صحيحه فليس هناك أدل على عظم قدر الأمانة من كونها تكون بجوارك على الصراط يوم القيامة.
وأكد أنه الأمانة هي الالتزام بكل ما شرع من الدين والالتزام بكل ما اتفق عليه بين الناس من العقود والأعمال فكلمة الحق أمانة وإتقان العمل وأداؤه بالشكل المتفق عليه أمانة لذا فمن ترك عمله فهو خائن للأمانة ومن قصر فيما طلب منه فهو خائن للأمانة وفي المقابل إذا طبق المسلمون خلق الأمانة فسوف يتغير الحال إلى خير حال فسنجد كل إنسان يتقن عمله ويحافظ علي كلامه ويخدم مجتمعه ووطنه وسوف يظهر هذا في قوة المجتمع وتقدمه وازدهاره على نحو يفخر به كل من انتسب إلى هذا الدين. نسأل الله أن يرزقنا الأمانة وأن يجملنا بأحسن الأخلاق في الدنيا والآخرة إنه ولي ذلك والقادر عليه.