هل بدأت تل أبيب في الاستجابة لمطالب أمريكا بتخفيض علاقاتها مع بكين؟
يبدو أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأخيرة إلى إسرائيل بدأت تجني ثمارها وهي الزيارة التي تركزت في الأساس على المخاوف الأمريكية من تصاعد علاقات إسرائيل والصين، فبعد أيام قليلة من الزيارة يبدو أن تل أبيب استجابت للمطلب الأمريكي بتخفيض مستوى العلاقات.
الإعلام العبري سلط الضوء اليوم الثلاثاء على إخراج الصين من مناقصة لبناء محطة تحلية المياه العملاقة في مستوطنة بلماحيم، وهي المناقصة التي أثارت نتائجها الكثير من القلق الأمريكي.
مشروع تحلية المياه
مشاركة الصين في مشروع محطة المياه الإسرائيلي كان من المفترض أن يكون أضخم الشراكات الاقتصادية بين الصين وإسرائيل وفي الوقت نفسه كان سيكون أكبر صدمة للولايات المتحدة الأمريكية التي اعتبرت هذه الخطوة عقبة كبيرة بل مارست ضغوطًا كبيرة على تل أبيب للتراجع عن تلك الخطوة.
بدا الأمر في البداية أن إسرائيل لن تتخلى عن تلك الشراكة الصينية وخاصة أنها تجني ثمارا اقتصادية ضخمة من العلاقات مع الصين لكن الآن ثبت أنه من أجل إرضاء واشنطن يمكن لإسرائيل التخلي عن بعض الأمور.
وسبق أن طلبت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من إسرائيل إعادة النظر في مشاركة الصين في مناقصة لبناء أكبر محطة لتحلية المياه في العالم في إسرائيل، وطلبت توضيحات من إسرائيل بشأن هذه المشاركة موضحة أن معارضتها ترجع لأسباب أمنية واقتصادية.
كما أن العديد من المسؤولين في الإدارة الأمريكية، بمن فيهم السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان اتصلوا بوزارة الخارجية الإسرائيلية ورئاسة الحكومة الإسرائيلية وطرحوا عليهم أسئلة حول مشاركة الشركة في المرحلة الأخيرة من المناقصة.
علاقات إسرائيل والولايات المتحدة
أدرك الإسرائيليون أن مشاركة الصين في بناء محطة تحلية المياه، يمكن أن يصبح مصدر توتر بين إسرائيل والولايات المتحدة لذا لم يمر سوى أسبوعين فقط على زيارة بومبيو وأعلنوا عدم مشاركة الصين في محطة التحلية، حيث تخشى الولايات المتحدة من الاستثمارات الصينية في جميع أنحاء العالم.
وفي محادثة قبل أسبوعين ، أخبر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بومبيو أن القضية قيد المناقشة من قبل لجنة الاستثمار الأجنبي في الخزانة، ولكن هذا القرار قد يؤدي إلى مواجهة مع الصينيين.
ومن المتوقع أن تكون منشأة تحلية المياه المسماة "شورك 2" الأكبر من نوعها في العالم وستكون قادرة على إنتاج 200 مليون قدم مكعب من المياه المحلاة سنويًا وتزويد نحو 25٪ من استهلاك إسرائيل للمياه، وتبلغ تكلفة المشروع أكثر من 5 مليارات شيقل، وستقوم الشركة التي ستفوز بالمناقصة، ببناء المنشأة وتشغيلها لمدة 25 عامًا.
اقرا ايضا:
إعادة فتح كنيسة المهد في بيت لحم
وإحدى الشركات التي وصلت إلى المرحلة النهائية في المناقصة، هي الفرع الإسرائيلي لشركة Hutchison الصينية ومقرها في هونج كونج.