المفتي السابق: السعادة والسرور من مكونات عقل المسلم
قال الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق،إن سيدنا النبي ﷺ جعل من مكونات عقل المسلم السرور، والسعادة، والحبور، والفرح جزءٌ لا يتجزأ من شخصيته، ونفسيته، وعقليته بخلاف أولئك الذين ظنوا أن الكآبة هي جزءٌ من الإسلام، والإسلام برئٌ من هذا.
وأكد أن رسول الله ﷺ علمنا وعلم الناس والبشرية جمعاء كيف تكون مسرورًا فرحًا بنعمة الله سبحانه وتعالى {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا} ،فرحٌ لا يُفسد في الأرض فإن الله سبحانه وتعالى لا يُحب الفرحين بمعنى المفسدين في الأرض، ولكن الله سبحانه وتعالى يحب الزينة، ويحب السرور والسعادة.
وتابع: كان رسول الله ﷺ له شخصٌ كما أخرجه البخاري يُسمى بعبد الله يجلس مع النبي ﷺ، ويُدخل على قلبه السرور، ويحكي له من الحكايات ما يضحك به رسول الله ﷺ، أتوا به مرةً وقد شرب الخمر، والخمر حرام وبإزائها عقوبة، فأقام عليه العقوبة، وفي المرة الثانية أتوا به أيضًا وقد شرب خمرًا.
واشار الى انه المرة الثالثة قال سيدنا عمر: «ما بال هذا المنافق يا رسول الله»، قال: «والله لا أعلم إلا أنه يحب الله ورسوله» ﷺ، هذا الرجل غلبته نفسه ووقع في المعصية إلا أنه كان يحب الله ورسوله، وكان يُدخل السرور على سيدنا ﷺ، ونهى الصحابة الكرام أن يصفوا هذا الرجل بتلك الصفة، حيث إنه يحب الله ورسوله وكان عنده رجلٌ يقال له نُعيمان من صحابته الكرام، كان يذهب إلى البقّال يأخذ منه طعامًا، ويقول له هذا لرسول الله ﷺ، فيظن الرجل أن رسول الله ﷺ قد أرسله من أجل هذا الطعام، فيأتي بالطعام ويضعه بين يدي النبي ويقول: هذا من فلان، فيظن النبي وأصحابه أنه هدية أرسلها لهم فلان، وبعد قليل يأتي الرجل يطالب بثمن الطعام، وينظر النبي ﷺ إلى نعيمان وهو يضحك خلف سارية المسجد فلا يؤنبه، ولا يلومه، ويدفع للرجل ثمن الطعام وهو يضحك هو وأصحابه ونعيمان.