عيد أبناء الشهداء!!
سيعوضهم قليلا غياب الأب البطل يقينهم أنه في الجنة مع الأنبياء والقديسين وسيعوضهم قليلا عن غياب الأب البطل كل نظرة امتنان من قريب أو جار أو زميل أو عابر طريق.. وسيعوضهم قليلا عن غياب الأب البطل أن نتذكره ونتذكرهم دائما..
ولدينا الآن كل يوم ذكرى وكل ساعة مناسبة.. الأمم العظيمة معيار الحكم عليها شهدائها وإسهامها في الحضارة الانسانية.. والحمد لله نحن أمة نقدم الشهيد من بعد الشهيد دفاعا عن الارض والعرض والأحلام.. لا نعتدي ولا نطمع في أرض أو ثروة أو خير غيرها.. في 48 مغتصب جاء إلى غير أرضه..
وفي 56 صيحات الاستقلال أغضبت قوى كبرى توهمت أن في عالمنا لا يوجد من يؤمم ويسترجع ما تعتقد أنه أملاكها وحقوقها، وفي 67 قرار بوقف التجربة التنموية المصرية لصاعدة بسرعة الصاروخ، وفي 73 لاسترداد الارض ذاتها التي تعاود رؤوس الشياطيين إلي التطلع إليها من جديد!
اقرأ أيضا: بينما كان منسي يقاتل!
سيعوض أبناء الشهداء غياب أبائهم كل يد حانية على أجسادهم الغضة وكل ابتسامة تمنحهم السعادة وكل مسحة يد علي رؤوسهم تشعرهم بالأمان.. سيعوض أبناء الشهداء عن غياب أبوهم البطل أن يرون اسمه علي شارع أو مدرسة لتبقى رمزية للخلود.. وسيعوضهم قليلا أن يرون أبائهم في عملا دراميا علي الشاشة أو في عملا تسجيليا لمناسبة ما أو في صورة للذكري -على صفحات الوطنيين الشرفاء علي شبكات التواصل- أو للتفاخر أو لإرسال إلى روح صاحبها السلام!
سيعوضهم قليلا أن يروا المصريين وهم يقدرون أعمال آبائهم، ويرون أعداءهم يبقون أبدا هم العدو.. لا تصالح ولا عودة ولا إعادة ولا تطبيع معهم!
وسيعوضهم ـ بطبيعة الحال ـ وهم يرون الأفكار الشريرة التي بسبهها استشهد أغلى الناس وقد حوصرت ولم تعد من مكونات تعليمنا ولا ثقافتنا ولا حياتنا ولا حياة مشاهيرنا ورموزنا!
اقرأ أيضا: فتوى منع أموال "الزكاة " على غير المسلمين باطلة!
لكن المؤكد أن كل ما سبق في جانب وفي جانب آخر أن يرون أننا نحافظ على ما ذهب آباؤهم من أجله.. أن نحمي الأرض وأن نصون العرض وأن لا نفرط ولا يمكن أن نفرط في حبة رمل ولا شبر من أرض من قدس أقداس المصريين.. سيناء !.. عندئذ ستهدأ أرواح من رحلوا ويشعر أبناؤهم أنهم تحملوا ثمنا مستحق!
المجد للشهداء.. كل عام وأبناء أبطالنا -أبناؤنا جميعا- بكل خير!