حكايات شعبية 9.. "الباذنجان" هل يقطع الحمل في التراث المصري؟
ما يعرف عن "الباذنجان" في جميع أنحاء العالم أنه نوع من أنواع الخضار وله لونان "أبيض وأسود" لكنه عند المصريين يتعدى كونه خضارًا.
يسرد الكاتب أحمد أمين باشا في كتابه “قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية” أن عامة المصريين قديمًا كانوا يعتقدون أن الباذنجان من مواد المشاهرات ، ومعنى ذلك أن النفساء إذا دخل عليها أحد بالباذنجان ينقطع حليبها فتسمى مشاهرة ، وبذلك تحتاط النساء بأن تضع منه بجوارها أو تعلق منه بمخدعها حتى يمنع المشاهرة ، أي تصاب المرأة بالعقم.
وفي اعتقادهم أنه إذا أحضر شخص باذنجان للمرأة النفساء فيجب عليها الخروج من مخدعها إلى ناحية بعيدة ويضعونه على الأرض ثم تدخل هي وتخطيه سبع مرات ، ويكون دائمًا بجوارها ، وكذلك الشأن مع مريض العينين.
وقال الكاتب: ”اشتهرت عند المصريين قصة عن الباذنجان ، وقد نظمها أحمد بك شوقي في جملة قصصه ، وخلاصتها أن سيدًا سأل طباخه ، ماذا سيطبخ اليوم؟ فقال الطباخ: ما يعجبك ، فقال له السيد ما رأيك في الباذنجان؟ فقال الطباخ: طعام لذيذ ومن صفاته كذا وكذا ، وأخذ يمدح الباذنجان فقال السيد: لكنه ثقيل الهضم فأخذ الطباخ يذمه ، فقال السيد: ولكن كنت تمدحه قبل الآن ، فقال له الطباخ: هل أنا عبدك أو عبد الباذنجان؟ إذا كرهته كرهته ، وإذا مدحته مدحته“.
وتروى تلك القصة للدلالة على عدم الاستقرار على رأي واحد.