بركات: الأفارقة يشعرون بتعالى المصريين عليهم
قال الكاتب الصحفي محمد بركات، في عموده "بدون تردد" بصحيفة "الأخبار"، إن ما يجب أن ننتبه إليه جيدا وننزعج بشأنه جدا في قضية سد النهضة الذي بدأت إثيوبيا في الإجراءات التنفيذية لإقامته على مجري النيل الأزرق ليس فقط قدر المخاطر والأضرار الكبيرة التي ستلحق بمصر وتصيبها جراء بناء السد سواء كانت هذه الأضرار تتصل بنقص متوقع في حصة مصر من المياه أو انخفاض في قدرة السد العالي على توليد الكهرباء أو الأضرار الناجمة عن انهيار السد نتيجة عدم استقرار منطقة الإنشاء بفعل الزلازل، بل هناك بالإضافة إلى هذه المخاطر المادية الواضحة قدر كبير وهام من المخاطر المعنوية لابد من الالتفات إليها والاهتمام بها والتعامل معها بإيجابية ووضوح سعيا للوقاية منها وعلاجها قبل أن تستعصي على العلاج بعد استفحالها وتضخمها.
وأوضح الكاتب أن المقصود بالمخاطر المعنوية هنا هي الصورة الذهنية التي أصبحت سائدة ومنتشرة عن مصر في القارة الأفريقية ولدي دول وشعوب القارة وهي في مجملها للأسف صورة سلبية وتعطي انطباعا سيئا عن مصر وتضعها في موضع المتعالي على الأفارقة وغير المهتم بتقوية ودعم المصالح والعلاقات الأخوية مع الدول والشعوب الأفريقية.
ووجه الكاتب حديثه لمن لا يعرفون أفريقيا وأهلها، قائلا إن هذه قضية مهمة بالنسبة إليهم وأنها مسألة مؤثرة جدا في علاقاتهم مع الشعوب والدول حيث أنهم يعطون للمشاعر الإنسانية الودودة والدافئة معني كبيرا وأهمية بالغة كما أنهم يحترمون ويقدرون من يساعدهم ويتفهم مصالحهم ويتعاون معهم وهم بالتالي يقفون معه ويساندونه ولا يتخلون عنه وقت الشدة.
ولفت إلى أنه من هنا تأتي أهمية الصورة الذهنية لمصر عند الأخوة الأفارقة الآن وخطورة كونها للأسف حاليا صورة سلبية أو على الأقل ليست صورة إيجابية بالقدر الكافي، مشددا على ضرورة القيام بعمل سريع وعاجل وجهد مكثف لتعديل هذه الصورة وأن يكون ذلك في إطار خطة مدروسة وعمل منظم ببرامج تنمية محددة ومشروعات مشتركة بيننا وبينهم تضع المصالح المشتركة موضع الاعتبار وتعيد لمصر المكانة الرائعة والصورة المشرفة التي كانت لها في عيون وعقول وقلوب كل الأفارقة منذ سنوات ليست بالبعيدة.
وتساءل في نهاية المقال "هل نفعل ذلك أم نظل فيما نحن فيه من غفوة وعشوائية؟!".