رئيس التحرير
عصام كامل

الإرهاب في زمن الوباء.. "داعش" يستغل انشغال العالم بمواجهة كورونا.. يعود لممارسة أنشطته الدنيئة.. ويخطط لأعمال إرهابية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في الوقت الذي انشغل فيه العالم أجمع بمحاولة السيطرة على تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" الذي أصاب قرابة خمسة ملايين وتسبب في وفاة أكثر من 300 ألف حول العالم.

 

استغلال كورونا

باتت التنظيمات الإرهابية تستغل تلك الأزمة وتعمل على تصعيد معدل هجماتها عبر مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي في مناطق شرق وشمال وغرب العراق مستغلين الإجراءات التي اتخذتها السلطات لاحتواء أزمة الفيروس.

في البداية وحين بدأ انتشار الفيروس في عدد من المدن الأوروبية دعا تنظيم "داعش" الإرهابي مقاتليه إلى تجنب تلك المدن خوفًا من إصابتهم بفيروس كورونا المستجد ، وبدأ يظهر مرتديًا ثوب الفضيلة من خلال نشر معلومات للعالم أجمع تحثهم على كيفية اتخاذ كافة التدابير اللازمة لتجنب الإصابة بفيروس "كورونا" والحفاظ على أرواحهم من خلال إصدارات عبر جريدته "النبأ".

كما حث التنظيم الإرهابي عناصره على الابتعاد مؤقتًا عن أرض الوباء لتقليل خطر التعرض للمرض القاتل.  

وقال التنظيم في أحد منشوراته: "الأصحاء لا يجب أن يدخلوا أرض الوباء ، ولا يخرج المصابون منها" ، إضافة إلى مطالبة أنصاره بضرورة غسل أيديهم بصفة مستمرة وتغطية أفواههم عند التثاؤب والعطس لمنع انتشاره.

العودة

بعد دخول تلك الأزمة في شهرها الخامس دون التوصل إلى لقاح واستمرار ارتفاع أعداد الإصابات وإغلاق الدول قرر تنظيم داعش الإرهابي الذي تم دحر آخر معاقله في بغداد نهاية عام 2017 استغلال تلك الأزمة للعودة إلى الواجهة من جديد مرة أخرى من خلال شن هجمات عديدة.

وتمكنوا خلالها في شهر أبريل الماضي من إسقاط عشرات القتلى والجرحى عبر قناصين وعبوات ناسفة استهدفت مواقع أمنية وعسكرية وحواجز ومنشآت للطاقة مما أثار مخاوف من قدرة المسلحين على إعادة تنظيم صفوفهم بعد أن فشلت العمليات العسكرية التي نفذتها القوات المشتركة في المناطق التي يُعتقد أنها "هشة أمنيًا" في إيقاف الهجمات التي اتخذت مؤخرًا أبعادًا جديدة عكست خطورة الموقف الأمني.

الدكتور أحمد الشوربجى باحث في شئون جماعات الإسلام السياسي يرى أن خلايا تنظيم "داعش" تعاملت مع الفيروس على مرحلتين جسدتهما جريدة النبأ الناطقة باسم التنظيم ، الأولى هي استغلال التنظيم لانتشار الوباء والدعاية لصالحه على أساس أن هذا بلاء وأنه ما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة وأن أعظم الذنوب هو التلبس بأفعال الجاهلية ولا فرار ولا توبة من هذه الأفعال إلا بالمسارعة للانضمام للفئة المؤمنة ونصرة دين الله موظفين في ذلك كالعادة بعض النصوص الدينية لشرعنة دعواهم ومزاعمهم الباطلة.

أما المرحلة الثانية ــ وفقًا للشوربجي ــ فهي مرحلة استشعار خطر الوباء وإصابته بعض عناصرهم لذلك أصدر ما سبق ذكره وأسموه بـ "روشتة التعامل مع الوباء".

العزلة

وعن مدى تأثر التنظيم الإرهابي حال تفشي الفيروس بين عناصره قال الشوربجى: العامل الجغرافي له تأثير كبير على انتشار الفيروس داخل التنظيم بمعنى أن الأماكن التي يكون التنظيم فيها أكثر عزلة عن السكان المحليين ستكون الإصابات فيها ضعيفة بلا شك بخلاف الأماكن التي يكون فيها عرضة للاختلاط مثل سوريا والعراق وأفغانستان.

وبالتالي ستأثر عملياتهم الإرهابية بالسلب أو الإيجاب حسب مواقع انتشارهم لذلك سوف يعمل التنظيم على التركيز وتكثيف عملياته في الأماكن الأكثر عزلة مثل وجوده في سيناء أو شريط ساحل الصحراء بصفة عامة ويمكننا أن نرجع لما حدث في سيناء أثناء الشهر الفضيل ولولا الضغوط والنجاحات الأمنية في سيناء لتكررت نوعيات هذه العملية.  

وأضاف: "بلا شك فيروس كورونا أثر على طرق تمويل التنظيم بالسلاح نظرًا للإغلاق الذي شهدته دول العالم لمحاولة السيطرة على تفشي الفيروس القاتل، لكن على الرغم من ذلك لا تزال عملية داعش متصلة بشكل جزئي مع اتخاذ العديد من الإجراءات الاحترازية نظرًا لخطورة تلك الخطوة فهي تتم على فترات وبكميات تفوق ما هو مطلوب لدرجة تمكن التنظيم من التخزين في مخازن متعددة للسلاح لذلك لن تؤثر تلك الأزمة على قدرتهم التسليحية بشكل كبير".  

نقلًا عن العدد الورقي...

الجريدة الرسمية