الثانوية العامة في زمن الكورونا
تسعى كل أجهزة الدولة لمحاربة فيروس الكورونا اللعين الذي بات اللغز المحير للجميع، وكانت وزارة التربية والتعليم أولى الوزارات مكافحة للفيروس بعد أن أوقفت الدراسة وألغت الامتحانات واستبدلتها بالأبحاث.
ولكن وقف الوزير عاجزا أمام امتحانات الثانوية العامة، ورغم إعلانه عن تأجبل الامتحانات ووضع ضوابط كثيرة خوفا من إصابة الطلاب بالكورونا، وأمام كل الإجراءات الاحترازية التي أعلنت عنها الوزارة ومحاولات سد أي ثغرة قد تؤثر على سير الامتحانات في ظل تفشي الفيروس اللعين، إلا أنني أجد تصميما غريبا على وضع المواد التي لا تضاف للمجموع في جدول الامتحانات..
وكأنه يصر على زيادة المخاوف فالتربية الوطنية والاقتصاد والإحصاء والتربية الدينية مواد لا تضاف درجاتها للمجموع وتعتبر حشوا في ظل هذه الظروف العصيبة التي نمر بها، ومن باب أولى إلغاء امتحاناتها هذا العام للحد من التجمعات وتقليلها خوفا علي أبنائنا الطلبة، فهي أربع مواد بأربع امتحانات ولجان وتصحيح ورصد وخلافه..
اقرأ أيضا: كورونا.. وغضب الرب
ومن وجهة نظري المتواضعة هذه المواد في ظل ما نمر به هذا العام من جائحة كورونا نوع من أنواع الرفاهية، فهل تناسى الوزير أنه ألغى امتحانات ابتدائي وإعدادي وجعل امتحانات الصف الأول الثانوي والصف الثاني في المنازل إلكترونيا فمن باب أولى إلغاء امتحانات المواد المذكورة..
فالطالب أهملها طول العام لأنها لا تضاف للمجموع وبالتالي درجة الاستفادة والاستيعاب قد تصل إلى صفر تقريبا، أتمنى أن يدرس الأمر الوزير ومستشاروه فالأمر جد خطير.
اقرأ ايضا: كيدهم في نحرهم
والقضية الثانية التي تطرحها سطورنا هي تصحيح امتحانات الثانوية العامة، فشكوى المدرسين من التصحيح لا تتغير كل عام، والوزير أعلن ضوابط الامتحانات والحفاظ على صحة أولادنا الطلاب، ولكنه لم يتطرق من قريب أو بعيد إلى المدرسين وصحتهم أثناء التجمعات في التصحيح.
أماكن التصحيح وضوابط الحفاظ على أوراق امتحانات أولادنا ومستقبلهم ، أمر قد يكون في غاية الصعوبة ويحتاج إلى نظرة، فهناك عشرات آلاف من المدرسين سيغامرون بحياتهم لتصحيح أوراق الامتحانات، والوزارة لم تعلن عن خطة حمايتهم والحفاظ عليهم حتى الآن فهل يسمع الوزير صرخات المدرسين الذين يتمنون نظرة عطف من الوزير.