صدمة رجائي عطية!
لولا ما لمسناه ورأيناه من غضب أشقاء العرب خصوصا يمنيين منهم ما كتبنا هذا المقال.. إذ ترك المحامي الكبير رجائي عطية قضايا مكتبه وملفات موكليه واقتطع من وقت راحته وأسرته وقتا ليكتب مقالا طويلا رفيعا في جريدة "الشروق"، ليس عن خطته لإنقاذ آلاف المحامين ممن انقطعت دخولهم بسبب وقف العمل بالمحاكم ولا انشغل بطرق تدبير قروض حسنة أو ميسرة لهم من الأوقاف أو من البنوك..
ولا تناول طرق التعامل مع عودة الحياة لطبيعتها بعد أيام ولا لمشاكل المحامين أثناء تأدية واجباتهم ولا حتي كان المقال عن أي شيء يخص المحامين بما بينهم من تلاسن ومشاكل مع النقيب السابق واتهامات بتعمد فتح ملفات أو غلق أخري..
اقرأ أيضا: عملها محافظ الشرقية يا سيادة الرئيس!
وبما فيها اتهامات بنجاح محامين إخوان بالمجلس الحالي محددين بالاسم، وبما فيها اتهامات فتح باب العضوية من جديد للكثيرين حسبوا أيضا علي الإخوان تم رفعهم منها مقابل دعم انتخابي!.. لا.. لم يتناول المقال شيئا من ذلك لا للتكذيب ولا للتفنيد ولا حتي للاستهانة والسخرية!!
وبعيدا عن المحاماة والمحامين ونقابتهم لم يكن المقال أيضا في الشأن العام! نعم.. لا علاقة له بالواقع ولا بأحوال مصر ومواجهتها مع الإرهاب ولا مع الإرهابيين ولا مع الفساد ولا المفسدين ولا مع كورونا ولا عن رمضان وروحانياته ولا عن سد النهضة وشكوى مصر لمجلس الأمن وما يمكن أن تقدمه النقابة من دعم قانوني ولا عن الأحداث في ليبيا ولا في سوريا ولا التوتر بين الصين وأمريكا ولا عن مشاكل المصريين في بعض الدول الشقيقة ولا أي شيء من كل ذلك على الإطلاق!
اقرأ أيضا: أخطاء المواجهة الإعلامية لـ"كورونا" !
مقال المحامي الكبير النقيب لواحدة من أهم نقابات مصر كان عن اليمن !! ليس أيضا عن الحرب الحالية .. وطرق وقفها ولا للتضامن مع المحامين اليمنيين لا لا .. كانت عن حرب اليمن في الستينيات!!
وراح فيها وعنها يكرر كل كلام تم الرد عليه عشرات المرات وخصوصا عن عشرات - عشرات - الألوف ممن استشهدوا !! دون أن يتعب قليلا ويراجع الأرقام الحقيقة الرسمية والمعتمدة وغير الرسمية لكنها منسوبة لقيادات عسكرية مهمة كالفريق سعد الدين الشاذلي..
ولا تقرير البنك المركزي وشهادة علي نجم محافظه الأسبق عن براءة حرب اليمن مما تردد عن احتياطي الذهب ولا لجنة الدكتور الجنزوري عام ١٩٩٦ التي أكدت الكلام نفسه، وهي لجنة شكلتها الدولة المصرية ذاتها ! ولا عن كلام خبراء الاستراتيجية المصريين عن مكاسب كبيرة تحققت حولت البحر الاحمر لبحيرة مصرية عربية أغلقناها في حرب أكتوبر..
ولا عن تداعيات الأمر علي بريطانيا وخروجها من اليمن ومن الخليج أيضا وعادت أمواله له بما قدم تنمية هائلة شارك المصريون في صنعها ولا عن دور مصر الكبير والمؤثر إقليميا ودوليا وقتها!!
اليمنيون يفخرون بالأمر وعندهم مصر أقرب وأهم بلد في الدنيا ساهمت بانتقالهم من العصور الوسطي إلى القرن العشرين.. وبغض النظر عن ذلك كله.. ما مبرر المقال الآن؟ ما الدافع له؟! هل هناك استفادة منه؟ يبكي حقيقة علي اقتصاد مصر؟
اقرأ أيضا: العدوان على الصين!
هل نذكر له ما نهب من أموال في حكم الحزب الوطني الذي قيل إنه كان مرشحه عدة مرات ؟ أم نذكره بأن ضحايانا في حرب اليمن يقتربون من ضحايا عبارة واحدة غرقت في فساد أسود لأحد قيادات الحزب الوطني الذي كان محاميا لرئيسه؟!
ويغض النظر مرة أخري عن ذلك كله.. ما مناسبة المقال ؟! أليست المقالات لجدل يجري أو لجدل نريده أن يجري؟!
صدمة كبيرة في محام كبير وعقلية كنا نعتمد علي تناولها لعدد من القضايا الوطنية ولا حول ولا قوة إلا بالله !!