ماهى الأيام البيض.. وما أصل التسمية ؟
هناك أيام فى الشهور العربية يصومها المسلمون تسمى بالأيام البيض.. وهناك ستة أيام من شوال صيامها سنة بعد رمضان تسمى بالستة الأيام البيض.. فما أصل تسمية الأيام البيض؟ وهل منها الست من شوال؟
يجيب فضيلة الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا، فيقول:
الأيام البيض موجودة فى كل شهر قمرى، وهى التى يكون القمر موجودا فيها من أول الليل إلى آخره “13 و14 و15”.. وسميت بيضاء لابيضاضها ليلا بالقمر ونهارا بالشمس، وقيل إن الله تاب فيها على آدم وبيض صحيفته.
وقد شرع الإسلام صيام هذه الأيام، وجعله مندوبا ومستحبا، فعن ابن عباس قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، لايظهر أيام البيض فى حضر ولا سفر".. رواه النسائى.
وعن معاذة العدوية أنها سالت عائشة أم المؤمنين: كان رسول الله يصوم من كل شهر ثلاثة أيام؟قالت: نعم، فقلت لها: من أي أيام الشهر يصوم؟قالت: لم يكن يبالى من أى أيام الشهر يصوم.
وقال الزرقانى: إنها وسط الشهر..
هذا ما جاء من صيام الأيام البيض الثلاثة من كل شهر، أما الستة أيام من شهر شوال فإن تسميتها بالبيض تسمية غير صحيحة، وبصرف النظر عن التسمية فإن صيامها مندوب مستحب وليس واجبا.
وقد ورد فى ذلك قول النبى صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر”.. رواه مسلم.
كما جاء فى فضلها حديث رواه الطبرانى: "من صام رمضان واتبعه ستا من شوال خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه".
وهذا الفضل لمن يصومها فى شوال، سواء كان الصيام فى أوله أو فى وسطه أو فى آخره.. وسواء أكانت الأيام متصلة أم متفرقة وإن كان الأفضل أن تكون فى أول الشهر ومتتابعة.. وهى تفوت بفوات شوال.
وكثير من السيدات يحرصن على صيامها سواء كان عليهن قضاء من رمضان أم لم يكن عليهن قضاء.. وهذا أمر مستحب كما قرره جمهور الفقهاء.. ولكن ليس مفروضا عليهن فهو مندوب ولا عقوبة فى تركه.
والحكمة من صيام ست من شوال بعد الصيام الطويل فى شهر رمضان هى عدم انتقال الصائم فجأة من الصيام بما فيه من الإمساك المادى والجسدى إلى الانطلاق والتحرر فى تناول كل ما لذ وطاب متى شاء؛ لأن هذا الانتقال الفجائى له عواقبه الجسمية والنفسية.