فرص الاقتصاد المصري جراء العقوبات الدولية ضد الصين
قد ينظر البعض إلي تعامل الصين مع جائحة covid -19 إنها خرجت منتصرة ولكن ما يدور حاليا في اروقة السياسة الدولية قد يسبب تراجعا هائلا لمقومات الدولة الصناعية الاولي.
العديد من الاتهامات من الدول الغربية وعلي رأسها الولايات المتحدة بأن الفيروس تخلق معمليا ولكن هذا الاتهام يصعب اثباته ولكن الثابت هو عدم شفافية الصين في اصدار بيانات عن الوباء واعداد الموتي، وتم تعديل البيانات لاحقا بما يضع الصين محل اتهام..
خاصة في ظل دولة يحكمها نظام حكم شمولي قادرة علي توجيه اعلامها بما ساعد علي استمرار وسائل الطيران والتصدير، مما جعل الدول كلها عرضة للجائحة في حين إن عزل الفيروس في الصين كان سيوفر علي البشرية عناء مواجهة الفيروس إذا كان التعامل بشفافية كما تعاملت الدول الاخري ووضعت صحة المواطن كأولوية.
اقرأ ايضا: إقتصاد العالم ما بعد الكورونا
الثابت أيضا إن توقف مصانع الصين ساعد على إلتئام ثقب الاوزون وساهم في خفض معدلات التغير المناخي الذي يؤثر علي مستقبل البشرية، ونتاج التوقف الذي فرضته الجائحة فإن اهم الدول الصناعية وهي الصين انخفضت فيها الانبعاثات الحرارية ٢٥٪ يتزامن مع انخفاض الطلب على الفحم الذي انخفض 40% في أكبر ست محطات للطاقة مع انخفاض عوادم السيارات التي مثلت ٧٢ ٪ من إجمالي انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في قطاع النقل..
اما الطائرات فمثلت ١١٪ من الانبعاثات أيضا تحسنت جودة الهواء في 337 مدينة و قد اشارت الابحاث إلي تراجع الثقب إلي مستويات الثمانينيات بما قد يؤدي إلي انخفاض إجمالي الانبعاثات بنسبة 1% بحلول نهاية 2020.
تضع أوروبا خطتّها للتعافي من آثار الجائحة للتصويت وتمثل خطّةٌ اقتصادية واجتماعية شاملة تتبنّى رؤيةً "خضراء" تراعي البيئة ويمكنها أن تشكّل أخيراً بارقة أملٍ لمستقبل الكوكب، واتوقع فرض ضريبة ضد التلوث وتوجه لتسعير الكربون وفرض غرامات ضد الصناعات الملوثة، وتوجيه استثمارات ودعم للاقتصاد الاخضر وفرض ضرائب علي النفط وغيره من أنواع الوقود الأحفوري والمصانع الملوثة، بما يجعل الصين عرضه لهذه الضرائب والغرامات..
اقرأ ايضا: "المعادلة الصفرية" النظرية الاقتصادية التي تؤرق الاستقرار العالمي
وعلي مدي سنوات ألزم الاتحاد الأوربي ذاته في قوانين بيئية أسفرت عن ما يطلق عليه الاتفاقية الخضراء للاتحاد الأوروبي بدون إلتزام عالمي، ولم تدرك أن التلوث الحقيقي يصدر من المصانع في الصين نحو المخاطر البيئية، رغم إن مراكز الابداع والاختراع والبحث العلمي في الغرب ولكن مصانع الصين تنفذها بدون مسؤولية بيئية.
شهدت الايام الماضية خطوات نحو سحب عقود شبكة 5G من شركة هواوي كرد فعل علي إتهام الصين دوليا.
لجنة القانون الدولي بالأمم المتحدة المنبثق عن الجمعية العامة للهيئة الأممية بموجب قرارها رقم 56/ 83 بتاريخ 12 ديسمبر 2001 اقرت المادة (1) لمشروع قانون مسئولية الدولة عن أفعالها غير المشروعة دوليًا واقر إن كل فعل غير مشروع دوليًا تقوم به الدولة يستتبع مسئوليتها الدولية بما يترتب عليه تعويض ما يترتب عليه الفعل من ضرر..
بما قد يضع الصين تحت طائلة عقوبات دولية جراء خسائر الجائحة التي سببت اكبر كارثة اقتصادية منذ مائة عام، بما يدفع الشركات متعددة الجنسيات لنقل صناعاتها من الصين لتفقد خلال شهور لقب مصنع العالم .
اقرأ ايضا: دعم المصانع المتعثرة في ظل الثورة الصناعية الرابعة
الفرص الايجابية للاقتصاد المصري
أولا: أصبح مشروع طريق الحرير الذي اعتمد علي مبدأ مصنع العالم أصبح مهددا بالتوقف وهو الطريق الذي مثل خطرا علي شبكة النقل البحري التقليدية ومنها قناة السويس.
ثانيا: مثل التغير المناخي خطرا علي قناة السويس بسبب ذوبان جليد القطب الشمالي صيفا فخلق ممرا ملاحيا من شمال الصين التي تمثل المركز الصناعي متجها الي شمال اوربا خلال شهور الصيف.
ثالثا: وجود فرص في اجتذاب الاستثمارات الدولية خاصة في نطاق الالتزام البيئي الذي تمثل مع إلتزام مصر بأجندة الامم المتحدة SDG’s من خلال وضع الاجندة الوطنية للتنمية المستدامة مصر ٢٠٣٠، ولكن مازال يلزمها تخطيط تفصيلي من خلال قوانين ومشروعات.
اقرأ ايضا: جائزة "نوبل" للاقتصاد.. طفرة في استراتيجيات مكافحة الفقر
رابعا: ان تفعيل تسعير الكربون يؤدي لانخفاض سعر البترول مع ارتفاع قيمة الغاز والطاقة المتجددة التي تتمتع بها الطبيعة المصرية، ايضا انخفاض سعر البترول سيؤدي لتراجع نفوذ دول في المنطقة لحساب دول اخري.
خامسا: ان وجود إطار قانون دولي نحو تحقيق المشروعات الدولية للاستدامة البيئية ينطبق علي قضية سد النهضة الذي يمكن تصنيفها دوليا كقضية ذات ابعاد بيئية، وتمثل نوع من التلاعب البيئي الذي قد يمثل نوعا من النفع المؤقت لدولة اثيوبيا لتوليد الطاقة ولكن مع خلق كوارث بيئية واجتماعية لشعوب اخري..
بما قد يؤثر علي التوازن البيئي والتنوع الايكولوجي في شريط النهر كما ان غموض ابحاث التربة ومدي استدامة المنشأ قد يتحول لكارثة بيئية يوما ما.. يؤخذ في الحسبان إن مصر مثلت مصدر للخضروات والفواكه خلال الجائحة بما يعني الاستغلال الامثل للموارد المائية لصالح استقرار المجتمع الدولي.