رئيس التحرير
عصام كامل

عادات وتقاليد ساعدت شرق آسيا في التفوق على الغرب خلال أزمة كورونا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ربما يكون أكثر الأسئلة شيوعًا منذ ظهور وباء كورونا هو التباين الشاسع بين تأثر الدول المختلفة بالعدوى خاصةً بين دول شرق آسيا والدول الغربية فمن المستحيل عدم ملاحظة الفوارق في معدلات الضحايا سواء بالقيمة الإجمالية أو بالنسبة المئوية.

وبحسب ما نشرت صحيفة «AsiaTimes» فإن هناك اختلافات عديدة بين تلك الشعوب أدت إلى ظهور هذا التباين الواضح والذي رجح كفة دول شرق آسيا في التعامل مع الأزمة ، نرصدها فيما يلي:

 

1- الثقافة والطائفية

بالرغم من أن في شرق آسيا مدن أكبر وكثافة سكانية أعلى كما أن لديها ثقافة المشاركة ، فعلى سبيل المثال يتم فيها مشاركة الطعام في الأطباق الجماعية ، علاوة على ذلك فإن الدول الغربية متطورة تمامًا.

إذن ما الذي فعله الشرق بشكل صحيح والغرب خطأ؟

أولًا: العمر

يعتبر العمر عامل خطر رئيسيًا لفيروس كورونا وأحد أكثر الأسباب التي ترجح سبب معاناة إيطاليا بشدة من العدوى بسبب التركيبة السكانية في هي ثاني أكثر دولة من حيث وجود المسنين ، وبالمقارنة شهدت اليابان الدولة التي تضم أكبر عدد من السكان في العالم معدل وفيات Covid-19 أقل بنسبة 45 مرة من معدل الوفيات في إيطاليا.

علاوة على ذلك ، فإن النسبة المئوية للمسنين الذين يعيشون في المنزل بدلًا من دور الرعاية المتخصصة متشابهة في كلا البلدين: 96٪ في إيطاليا و 94٪ في اليابان.

ثانيًا ارتداء الكمامات الطبية:

نظرًا لتلوث الهواء في شرق آسيا والإنفلونزا القاسية فإن ارتداء القناع وهو خطوة بسيطة ولكنها مهمة في وقف انتقال أمراض الجهاز التنفسي عن طريق احتواء قطرات الأشخاص المصابين داخل أقنعتهم ، وهي عادة شائعة في جميع أنحاء المنطقة ، كما أن الأقنعة متاحة دائمًا وعلى نطاق أوسع للشراء.

ويقول أستاذ الإحصاء الوراثي في ​​جامعة كولومبيا في نيويورك ، جو تيرويليجر "في كوريا الجنوبية في فبراير كان الناس يرتدون أقنعة حتى عندما لم يتم إخبارهم بذلك ، كما أنني كل يوم أشاهد الأخبار الكورية الشمالية والجميع يرتدون الأقنعة".

ثالثًا: الاتصال الجسدي

علاوة على ذلك ، يوجد اتصال جسدي شخصي مباشر أقل في سلوكيات دول شرق آسيا ، مع تقاليدها في الانحناء ، بينما ينتشر عند الغرب تقبيل الخدين والمعانقة والمصافحة.

رابعًا: أنظمة غذائية

جانب آخر من الثقافة هو النظام الغذائي ، الذي يؤثر في زيادة خطر الإصابة بـ Covid-19 حيث يعاني سكان شرق آسيا ككل من معدلات سمنة أقل من الغربيين.

 

2- الخصوصية

ساعدت الأجهزة الرقمية المتطورة في شرق آسيا ، والعمود الفقري لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من الدرجة الأولى في الصين ، على تعزيز التتبع عن طريق شبكة مراقبة واسعة الانتشار.

ولكن حتى في آسيا الديمقراطية حيث تم استخدام بيانات بطاقات الائتمان والهواتف المحمولة في البحث عن المفقودين ، وكان هناك حد أدنى من التراجع عن هذه القضية.

وبالنظر إلى الغرب هناك عوائق ثقافية عالية تجاه استخدام البيانات الشخصية من قبل الحكومات لا سيما في الولايات المتحدة.

الحرب الباردة تدق أبواب الولايات المتحدة والصين التجارب السابقة

تعتبر جميع دول شرق آسيا لديها ذكريات حية عن الحرب على أراضيها إذ تعرضت اليابان لقصف واسع النطاق في الحرب العالمية الثانية ، وشهدت الصين حربًا أهلية بعد الحرب في الخمسينيات ، وكذلك فعلت كوريا في الخمسينيات وفيتنام في الستينيات والسبعينيات ، واليوم لا تزال الصين وتايوان والكوريتان محاصرتين في المواجهات العسكرية.

ومع ذلك ، لم تتعرض الدول الغربية للحرب على أراضيها منذ عام 1945 ولكن حتى في أوروبا نجحت بعض الدول التي عانت بشدة في الحرب العالمية الثانية مثل ألمانيا وبولندا من عاصفة Covid-19 أفضل من تلك التي لم تفعل مثل مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة.

وبالمثل فإن بلدان شرق آسيا التي لديها تجرِبة حديثة أكثر من الحرمان الاقتصادي من الدول الغربية ، كان أداؤها أفضل في أزمة كورونا.

 

3- التطعيم

أثبتت بعض الدراسات أن عقار «BCG» وهو لقاح لمرض السل يحفز نظام المناعة بشكل عام ، وقد يوفر درعًا مهمًا للغاية في المعركة مع فيروس كورونا المستجد كوفيد-19.

إذ تظهر خرائط مستوى التطعيم بـ «BCG» ارتباطًا وثيقًا بشكل لافت لأعداد ضحايا Covid-19.  

4- الحركة والتكامل

إن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لا حدود لهما داخليًا ، ويسمحان بحرية وسهولة حركة الأشخاص والبضائع قبل تفشي الفيروس التاجي الجديد ومن المراحل الأولى من ظهوره.

وفي الواقع ، من بين أفضل 10 وجهات في العالم للسياحة الدولية في عام 2018 كان معظمها في الغرب إذ كانت فرنسا في المركز الأول ، وإسبانيا في المركز الثاني ، والولايات المتحدة في المركز الثالث ، وإيطاليا في المركز الخامس ، وألمانيا في المركز الثامن ، والمملكة المتحدة في المركز العاشر ، بينما كانت الوجهة الوحيدة لشرق آسيا في المركز الرابع وهي الصين.

كما أن في شرق آسيا لا توجد منطقة تجارة حرة ولا اتحاد دول يسمح بالتحرك بلا حدود ، علاوة على ذلك تعد تايوان واليابان دولتين جزريتين ، كما هو الحال في الواقع مع كوريا الجنوبية التي تفصلها كوريا الشمالية عن آسيا القارية.

الجريدة الرسمية