الشيخ أحمد الشرباصى يكتب: الإحسان أعلى درجاته
فى مجلة المجتمع العربى عام 1959 كتب الشيخ أحمد الشرباصى مقالا قال فيه: فى الصوم يتجلى معنى المساواة الاجتماعية واضحا قويا فإن الصوم يشمل كل قادر عليه وتشترك فيه النساء والرجال والأغنياء والفقراء والعامة والخاصة .
يبدأ الجميع الصوم فى لحظة معينة هى طلوع الفجر وينتهون من صومهم فى لحظة غروب الشمس وليس لأحد منهم امتيازات شخصية أو حقوق خاصة.. بل تطبق عليهم كلهم قانون الصوم العام بلا محاباة أو استئثار إلا من كان عاجزا أو صاحب عذر مشروع . كل هذا بلا شك يولد فى نفوس أفراد المجتمع الشعور القوى بالمساواة فى العبادة والصوم تتبدى فيه المشاركة الوجدانية العامة التى لا بد من توافرها فى المجتمع السليم . وكل مسلم يتذكر بل يحس أنه فى صومه هذا يشارك الملايين من الصائمين هنا وهناك وحينما يرفع الصائم يده عن الطعام ليبدأ الصوم سيذكر أن ملايين الأيدى ترتفع عن طعامها منذ هذه اللحظة وحينما يمد يده ليتناول مايفطر به عند الغروب يتذكر أن ملايين من الأيدى تشاركه فى هذا الامتداد . وحينما يحس وطأة الجوع والعطش وهو صائم وهو قادر على أن يمد يده للطعام والشراب يتذكر أن هناك أناسا عضهم الدهر بنابه فهم فى جوع وحاجة فيدرك سطوة الجوع على الجائعين فتنبسط يده بالمعونة لمن يحتاج إليها فى مجتمعه . وقيل لنبى الله يوسف لم تجوع وفى يديك خزائن الأرض ؟ قال :أخاف أن أشبع فأنسى الجائع . والإحسان هو أعلى الدرجات التى يصل إليها المسلم من وراء إخلاصه فى إسلامه وصدق إيمانه ويتحقق عن طريق الصوم الطاهر لأن الرسول عرّف الإحسان بقوله: الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك . فإذا صار الصائم فى الأيام الأخيرة من رمضان وظهرت ثمرة الصوم فى نفسه أخذ يعبر عن انتفاعه بهذه الثمرة ..فهو يخرج زكاة الفطر عن نفسه وعن كل فرد ملزم به فى أسرته ويقدمها للمحتاجين .
أمين "البحوث الإسلامية": الإحسان إلى اليتامى ليس ماديًا فقط وإنما نفسيًا وما يكاد الفقراء المحتاجون يأخذون هذه الزكاة حتى تطلع عليهم شمس العيد فإذا بالمجتمع المسلم الصائم يبدو مرحا سعيدا ويبتهج أفراده بمطلع هذا العيد بعد أن تعاونوا على البر والتقوى والتعاون والإخاء .