رئيس التحرير
عصام كامل

جرائم تزوير "الترند"

أيام تفصلنا عن نهاية شهر رمضان ومعه اقتربت المسلسلات أن تضع اللمسات الأخيرة في أحداثها.. وهناك ظاهرة ارتبطت بالمسلسلات والبرامج المقدمة في رمضان خلال السنوات الماضية.

 

وهي محاولة البعض صناعة حالة وهمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي توحي للمتابعين بأن هذا المسلسل أو ذلك البرنامج هو الأكثر تداولًا وجذبًا لاهتمام جمهور المواقع الاجتماعية باعتبار أن هذه المواقع تمثل انعكاسًا لما يقدم على الشاشة..

 

عدد من "الترندات" التي ظهرت خلال شهر رمضان عبر وسائل التواصل الاجتماعي وكانت متعلقة باسم مسلسل أو فنان أو برنامج ووضعتهم في قائمة اهتمامات جمهور المواقع الاجتماعية لم تكن معبرة بشكل دقيق عن اهتمامات هذا الجمهور بقدر كونها مدفوعة ومزيفة.

 

صناعة المحتوى للمواقع الاجتماعية

 

فإذا رغب أحدهم في وضع كلمة ما في قائمة أكثر الكلمات تداولًا على تويتر مثلًا لمحاولة الإيحاء بأن جمهور المواقع الاجتماعية لا يشغله سوى هذا الأمر فإن ذلك يمكن تنفيذه بسهولة، يكفي أن يتم دفع الرسوم اللازمة لمن سينفذ هذه الحملة التي يكون جزء من آليات تنفيذها كتابة تغريدات داعمة ومُرددة لهذه الكلمة بكثافة من خلال حسابات وهمية، لضمان وصولها إلى القائمة القصيرة لأكثر الكلمات التي تداولها الجمهور.

 

والأمر يختلف عن الإعلانات المدفوعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي هي ضرورة للترويج للأعمال.. ولكن هذا النوع من الحملات يعتمد على الخداع ومحاولة تضليل الجمهور عبر نشر تدوينات مزيفة من خلال حسابات وهمية.

 

البديل الفني للعشوائية

 

بدلًا من أن ينشغل أحدهم بمن أشعل انستغرام، أو تصدر قائمة تويتر، أو قلب الموازين عبر فيسبوك.. وغيرها من التشبيهات التي يتم استخدامها إعلاميًا.. على صناع الأعمال الفنية الاهتمام بالمحتوى الذي يتم تقديمه على أن يُترك التقييم الحقيقي للزمن وللجمهور الحقيقي الذي يسعده أن يشاهد أعمال مميزة، مما يجعله يضعها في القمة ويعيد مشاهدتها رغم مرور سنوات طويلة على إنتاجها.

 

مثلما ما زلنا نشاهد حتى الآن مسلسلات مثل: الشهد والدموع، وأرابيسك، وحديث الصباح والمساء، ورأفت الهجان، وليالي الحلمية، وزيزينيا، وذئاب الجبل، وبوابة الحلواني، ولن أعيش في جلباب أبي وغيرهم من الأعمال التي لم تعاصر المواقع الاجتماعية لكنها استطاعت البقاء بل وغزو هذه المواقع لاحقًا.

 

خطابات قديمة

 

"تزوير الترند" لم يعد الموضة الوحيدة المرتبطة باستخدام البعض للمواقع الاجتماعية ولكن أيضًا استخدام الحسابات الوهمية والمجموعات والصفحات المختلفة في الإشادة بأداء أحد الفنانين أو محاولة الدفاع باستماتة عن آخر ضد هجوم الجمهور وهو ما أصبح سمة مميزة لاستخدام البعض لهذه المواقع في محاولة منهم لصناعة إحساس مميز بالتفوق.

 

الوحيد القادر على الاستمرار على القمة هو من سيقدم عمل مميز وليس من سيتصدر المواقع الاجتماعية لعدة ساعات نتيجة استخدام التغريدات والتدوينات الوهمية.. اهتموا بصناعة المحتوى وتوقفوا عن "تزوير الترندات".

 

الجريدة الرسمية