هالة زايد وتجربة تايوان
قرأت الكلمة التي ألقاها نائب الرئيس التايواني تشن شين جين في مؤتمر عبر الفيديو في 7 مايو الجاري والذي استضافته مؤسسة "هوفر" بجامعة ستانفورد في الولايات المتحدة حيث شرح تجارب تايوان في مكافحة فيروس كورونا.
المثير أن تايوان هي البلد الوحيد الذي لم يغلق الحياة الاقتصادية ولا الترفيهية، ظلت المطاعم والمسارح ودور السينما وكافة الأنشطة الاقتصادية والصناعية تعمل بنفس كفاءتها دون تأثر كبير.
شكا المسئول التايواني استبعاد بلاده من مشاركة منظمة الصحة جهودها لمواجهة الفيروس القاتل وطالب بأن توضع تجربة بلاده نصب الأعين للاستفادة بها على المستوى الدولي.
اقرأ ايضا: تجميد مبادرة البنك المركزى
وعلى الرغم من قرب بلاده من ووهان الصينية إلا أن تايوان استطاعت أن تقدم تجربة فريدة عندما أنشأت ما أطلق عليه مركز القيادة والتحكم برئاسة واحد من أهم خبراء مواجهة الفيروسات ومشاركة خبراء من الصحة العامة وأحكموا خطتهم في مواجهة دون إغلاق واستطاعوا وفق منهج وطني أن يخرجوا من الأزمة بأقل خسائر ممكنة.
تجربة تايوان ملهمة وجادة وسهلة التطبيق ونتصور أن زيارة وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد بمرافقة مستشار الرئيس الدكتور عوض تاج الدين إلى دولة تايوان والاطلاع على هذا النموذج المثير أمر أصبح ضروريا؛ خصوصا وأن دول العالم كله تنظر بعين الاعتبار إليه وتراه منهجا علميا قادرا على التعايش مع الفيروس إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولا.
اقرأ ايضا: كارثة في قطاع السياحة
كل دول العالم تعاني يستوى في ذلك الدول الكبرى أو التي كنا نراها كبرى والدول النامية التي تشتد معاناتها بالطبع إزاء نموذج لأزمة فريدة في تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ومصر في القلب من هذه الدول، حيث بدا لنا حجم الآثار المرعبة التي خلفها الإغلاق وما نمر به من أزمة لو استمرت فلن تكون السيطرة عليها في متناول اليد.
رئيس الوزراء وحكومته بين طرفى معادلة صعبة للغاية فاستمرار الإغلاق يمثل كوارث لا نقوى على تحمل تبعاتها وقرار "الفتح" وعودة الحياة إلى طبيعتها يستلزم جرأة في التعاطي مع توفير إمكانيات ضخمة وتحمل تبعات قرار التعايش وسط جلبة تسببها تيارات تنتظر سقوط البلد بفارغ الصبر!!
نائب الرئيس التايواني قال فيما قال إن الشفافية كانت العنوان الأبرز والحسم وفق آليات تقنية لمتابعة حالات الحجر الصحي المنزلي عملت وفق نظام الـ "جي بي إس" الملحق بكل هاتف خلوي ومتابعة ميدانية من أجهزة الدولة استطاعت من خلالها وأد المرض ومواجهة الفيروس دون إغلاق للحياة الترفيهية والاقتصادية.
اقرأ ايضا: تخاريف ساويرس
خسائرنا من كورونا رغم عدم وجود أرقام شفافة في هذا الأمر تفوق التقدير ويكفي إطلالة إلى دول الخليج وما شهده القطاع الخاص فيها ولجوئها إلى الاستدانة لمواجهة العجز في ميزانياتها.
قد يكون للاقتصاد السري فوائده فيما نمر به الآن ولكن الأمر لن يستقيم ولن يتحمل الاستمرار فيما نحن ذاهبون إليه والاطلاع على تجارب الآخرين للاستفادة منها أمر لم يعد اختيارًا بقدر ما هو واجب وطني؛ فالواقع يؤكد أن استمرار الإغلاق أكبر من إمكانياتنا ولابد من العودة وفق منهج علمي ووطني يشابه النموذج التايواني.