"المصالح أولًا".. إسرائيل تمضي في علاقاتها بالصين رغم غضب واشنطن
حالة من التوتر الخفي بين واشنطن وتل أبيب على خلفية توطيد العلاقات الإسرائيلية الصينية والتي كانت أحد أبرز الأسباب الرئيسية وراء زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو خلال اليومين الماضيين رغم قيود السفر على خلفية تفشي فيروس كورونا.
بومبيو خلال الزيارة إلى الأراضي المحتلة أعلنها صراحة وقال: "نحن قلقون بشأن الاستثمار الصيني حول العالم"، مضيفًا أن هناك مخاطر حقيقية في التعاون مع الصين، لأن الصين تعرض المواطنين الإسرائيليين للخطر".
مخاوف أمريكية
وعبر عن المخاوف الأمريكية من إمكانية تمكن الحزب الشيوعي الصيني من الوصول إلى البنية التحتية الإسرائيلية، وأنظمة الاتصالات الإسرائيلية - أي شيء يعرض المواطنين الإسرائيليين للخطر، وبالتالي يعرض للخطر قدرة الولايات المتحدة على العمل مع إسرائيل في مشاريع مهمة، مؤكدًا أن المخار بالفعل حقيقية، وهى التصريحات التي تعتبر أشبه بوضع إسرائيل أمام اختبار وهو المفاضلة بين العلاقات مع الصين أو العلاقات مع أمريكا.
الصين أم أمريكا
لكن على أرض الواقع رغم أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية على ما يرام إلا أن التنين الصيني يلقي بظلاله على العلاقات مع واشنطن وهنا يطرح السؤال أيهما ستفضل إسرائيل العلاقات مع أمريكا أم الصين؟! في الحقيقة على مدى عقود ومنذ تأسيس الكيان الصهيوني في فلسطين والكيان الصهيوني لا يستطيع الاستغناء عن واشنطن لأنها هى الدولة الوحيدة على مستوى العالم التي احتضنت إسرائيل على الدوام ولم تجرؤ على انتقادها مهما ارتكبت من أخطاء لذا إسرائيل لن تتحدى واشنطن أو تتبع أسلوبالمكايدة معها ولكن ستتمسك في الوقت نفسه بالعلاقات مع الصين وهذا يرجع إلى دوافع أمنية واقتصادية وعلى الناحية الأخرى ستحاول احتواء واشنطن لتمتص غضبها.
تطور العلاقات
وتطورت العلاقات الصينية الإسرائيلية بشكل كبير في الآونة الأخيرة والتي نمت بالأساس من خلال نقل التكنولوجية الإسرائيلية للصين في إطار صفقات كثيرة حققت من خلالها إسرائيل أرباحًا ضخمة تجعلها من الصعب الانصياع لـ واشنطن في مسألة خفض مستوى العلاقات مع بكين.
الصين أيضًا لديها دوافع في تطوير علاقاتها مع إسرائيل كونها تريد تطوير قدراتها العسكرية وتحسين صورتها عالميًا وكذلك استقطاب الرأس المال اليهودي في العالم فضلًا عن تعزيز التعاون الاقتصادي.
تناغم صيني إسرائيلي
الإعلام العبري سبق وصرح أن قصة التناغم بين تل أبيب والصين تتزايد على الرغم من التوتر الأمريكي الصيني، وذكر موقع مجلة "جلوبس" العبرية، أن الحكومة الإسرائيلية تبذل جهودًا لتعميق العلاقات مع الصين على الرغم من الفجوة بين الصين وواشنطن التي أصبحت حرب تجارة صاخبة بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتابع أن في السنوات الأخيرة، اكتشف الصينيون قصة "الأمة الناشئة" ويقومون بضخ مبالغ كبيرة في صناعة التكنولوجيا الإسرائيلية، موضحًا أنه يتم تشديد العلاقات بين إسرائيل والصين في وقت واحد، ولكن ليس بمعزل عن الخلاف بين الولايات المتحدة والصين.
مشكلة غزة
وقال خبير إسرائيلي في شئون الصين إن إسرائيل مطالبة بدعوة الصين كي يكون لها دور في حل المشكلة القائمة بقطاع غزة، مشيرًا إلى أن يجب الاستفادة من هذه القوة الشرقية الصاعدة لأخذ دور لها في التسوية القادمة مع الفلسطينيين.
ويعتبر الكتاب الإسرائيليون أن الصين تعتبر التحدي الدبلوماسي الذي يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وذلك بسبب خلافاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية.
نمو الإنتاج الصناعي في الصين لأول مرة في 2020
وفي إطار توطيد العلاقات وصلت إلى تل أبيب مؤخرًا شحنة طبية من الصين تشمل مليون كمامة كانت الحكومة الإسرائيلية قد اشترتها من الصين.