رئيس التحرير
عصام كامل

بينها الحرب.. تداعيات قطع العلاقات بين أمريكا والصين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في الوقت الذي تحتاج فيه البشرية إلى توحد العالم لمجابهة جائحة كورونا المستجد "كوفيد 19"   التي خلفت حتى الآن أكثر من 4 مليون مصاب ووفاة أكثر من 300 ألف شخص حول العالم  يشهد العالم الآن حالة من التوتر المكتوم بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، والذي يظهر تارة ويختفي تارة أخرى بسبب تداعيات فيروس كورونا.

 

وتجددت الاتهامات المتبادلة بين (واشنطن) و(بكين) حول الشفافية والتعتيم، وامتد هذا التوتر وألقي بظلاله الكثيفة على مستقبل منظمة الصحة العالمية بعد اعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الخميس أن التدابير الانتقامية التي يمكن أن تتخذها الولايات المتحدة ضد الصين، قد تصل إلى قطع كل العلاقات معها، إذا ثبت أنها مسؤولة بشكل مباشر عن نشر وباء كورونا في العالم.

 

 قطع المحادثات مؤقتًا 

أضاف ترامب في مقابلة مع قناة "فوكس بزنس"، نقلتها فضائية " أنه لا يرغب في التحدث "في الوقت الحالي" إلى نظيره الصيني شي جين بينج، قائلا إن موقف بكين في أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد "خيب أمله" بعد انتشار فيروس كورونا المستجد بعد مرور وقت قصير من اتفاق البلدين على المرحلة الأولى من اتفاق تجاري.

 

حرب باردة 

ويبدو أن أمريكا على وشك إعلان حرب باردة على الصين بالرغم من إمكانية ضعف قدرتها على شن مثل هذا الصراع في ظل تهديد التداعيات والخسائر المالية جراء انتشار فيروس كورونا المستجد بإلحاق الضرر بميزانية الدفاع الأمريكية لسنوات قادمة. وبالتالى قد تدخل الولايات المتحدة حربا باردة مع الصين مثل تلك التي دخلتها مع الاتحاد السوفييتى ، فلعدة  سنوات دعت نخب الأمن القومي الأمريكية إلى اتخاذ استراتيجية أكثر صرامة تجاه الصين، في حين أن الشعب الأمريكي لم يكن متأكدًا من ذلك، إلا أنه وبعد انتشار الفيروس أقتنع العديد من الأمريكيين بأن الحكومة الصينية لا تشكل فقط بعض التهديدات الغامضة للنظام الدولي الذى تقوده الولايات المتحدة، ولكن خطرًا مباشرًا على ازدهارهم ورفاهيتهم.

 

 تقليل الالتزامات  

وتصعيد نووي  ستواجه وزارة الدفاع الأمريكية خيارات صعبة، فيمكنها أن تسعى إلى التصدي للصين من خلال السيطرة تقليل الالتزامات فى مكان آخر ،  كما يمكن أن تتبنى استراتيجيات عالية المخاطر مثل التصعيد النووي للدفاع عن الحلفاء والشركاء المكشوفين.

 

الميزانية الأمريكية

قررت حكومة الولايات المتحدة إنفاق كل ما لديها للحفاظ على الاقتصاد على قيد الحياة، حتى فى ظل اختناق معظم حركة التجارة العادية، ومن المرجح أن يضيف هذا القرار عدة تريليونات دولار إلى عجز هائل بالفعل فى الميزانية هذا العام، فمن الممكن أن يؤدى ذلك إلي  العجز المتصاعد فى نهاية المطاف إلى حساب الميزانية، مع احتمال أن تكون وزارة الدفاع واحدة من الضحايا.  

الجريدة الرسمية