كيف تأثر مؤلف "النهاية" برواية أحمد خالد توفيق "يوتيوبيا"
مرت 20 حلقة من مسلسل “النهاية” الذي تكشفت أحداثه يوم بعد يوم عن مفاجآت كثيرة لم يتوقعها الجمهور وعلى الرغم من أن الجمهور اتهم صناع الأعمال الدرامية بالحشو والمط في أحداث مسلسلاتهم بعد مرور عشر حلقات منها إلا أن النهاية واحد من مسلسلات قليلة نجت من هذا الاتهام فكل يوم هناك أحداث وتفاصيل ومفاجآت جديدة.
يدور المسلسل في المستقبل في العام 2120 وهي نوعية أعمال لم تشهدها الساحة الفنية في مصر والوطن العربي ولم يسبق لأحد أن قدم عملا يدور في المستقبل وبه هذه التكنولوجيا والجرافيك فهو أمر يحسب لفريق العمل وكذلك للقصة المختلفة التي كان بطلاها المؤلف عمرو سمير عاطف والفنان يوسف الشريف صاحب الفكرة.
محمد سامي يرد علي جمهور تامر حسني: معرفش ليه زعلانين مني
كثيرون لاحظوا التشابه بين المسلسل وبين رواية “يوتوبيا” التي كتبها الراحل الدكتور أحمد خالد توفيق الذي يملك قاعدة جماهيرية كبيرة وتلقى أعماله رواجًا كبيرًا بين الشباب لذلك لم يكن من الصعب على أحد أن يلاحظ التشابه بين العملين في الشكل العام حتى عمرو سمير عاطف نفسه اعترف بأن الرواية ألهمته كثيرًا في هذا المسلسل ولكن المسلسل مختلف عنها بالرغم من وجود بعد الأشياء المتشابهة.
الأمر اتضح عندما ظهرت “الواحة” في المسلسل وهي المنطقة التي بناها الأغنياء ولا يعلم عنها الفقراء شيئًا ويسعون لتزويدها بكل السلاح والتكنولوجيا الممكنة من أجل حمايتها من الفقراء الذين يوجدون في باقي الأرض فجميع أغنياء العالم يعيشون في “الواحة” حتى الأعداء منهم يعيشون جنبًا إلى جنب هناك ، المهم ألا تطولهم يد الفقراء وهي نفس فكرة مدينة يوتوبيا التي تحدثت عنها الرواية ويعيش فيها الفقراء وتحاوطها أسوار شاهقة لا يستطيع أحد الدخول إليها أو تسلقها وبداخلها يوجد الأثرياء يعيشون تحت حماية شركات الأمن ويدفعون لهم المقابل.
وعلى الرغم من عدم اتضاح هُوية “الواحة” حتى الآن التي أقنعوا المهندس “زين” في البداية أنها تحارب من أجل توفير الطاقة للعالم ولكنه أكتشف العكس إلا أن الفكرة العامة واحدة وكذلك في الرواية كان سكان “يوتوبيا” من الشباب يخرجون فيما يسمى برحلات صيد يقتنون فيها جزءا من جسد أحد الفقراء في الخارج كدليل على قوتهم ولكن هذا لا يوجد في المسلسل كما أن سكان “الواحة” يستطيعون الدخول والخروج منها دون أن يعلم الفقراء بوجودها من الأساس أضف لذلك أن الفقر كان مدقعًا في الرواية ولكن في المسلسل الفقراء يستطيعون العيش.
قد يكون الخط العريض متشابهة ولكن التفاصيل كلها مختلفة وهو شيء لا يؤخذ على المؤلف خاصة وأن باقي أحداث المسلسل لم تضح ، وهي تحمل مفاجآت كثيرة لعل أهمها ما اكده بعض المصادر بأن إياد نصار سيظهر في شخصية المسيخ الدجال وهو ما يعني أن عمرو سمير عاطف دخل إلى منطقة أخرى تمامًا لم يتناولها أحد من قبل.
فحتى في الأعمال الأمريكية التي تناولت فكرة نهاية العالم كانت تنتهي بانتصار الإنسان سواء على الغزو الفضائية أو الكائنات الغريبة التي تغزو العالم أو الزومبي ومصاصين الدماء أو حتى الكوارث الطبيعية ، الحياة كانت تنتصر في النهاية ولكن للمرة الأولى سنشاهد عملًا يتحدث عن نهاية العالم بشكل تام والبشرية كلها وفقًا لمعتقداتنا وديننا.
إذا صحت تلك الأخبار فإن المؤلف عمرو سمير عاطف سيحسب له أنه دخل إلى منطقة لم يدخلها أحد من قبلها أبدًا ، وسيكون قد أبدع فيها بكل تأكيد لأن تناول الأمر وحده ، بغض النظر عن التفاصيل التي لم نراها بعد، يعد إنتصاراً لفكرة تقديم أعمال مصرية مختلفة ، وأن لدينا مؤلفين لديهم القدرة على تقديم أعمال قوية غير مقتبسة من أعمال أجنبية، وأن لدينا عقول قوية لديه جديد تقدمه عامًا بعد الآخر.