الحاج سعيد سمنة يحافظ على تراث الكليم اليدوي ويطالب بتدريب الشباب

منذ ما يزيد على 50 عاماً بدأ الحاج سعيد سمنة تعلم صناعة الكليم البدوي بمركز تدريب مجلس قرية شرنوب التابعة لمركز دمنهور بمحافظة البحيرة الذي علمه لآخرين ليبدأوا مسيرة الحفاظ على تراث صناعة الكليم اليدوي.

بدأ سمنة مشروعه بعد أن حصل على قرض من جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر بالبحيرة، واستجمع قوته ليعلم آخرين وينشىء ورشته التي زادت أعداد الأنوال بها بعد أن كانت في بدايتها نولاً واحداً ليعلم آخرين الحرفة وأسرارها، ويطور في تصاميمها وأشكالها.

 

محمد فوزي آخر صناع الحصير اليدوي بالبحيرة: فن يكافح الانقراض والتجاهل

يقول الحاج  سعيد محمود سمنة، الشهير بـ“ السعيد سمنة” أن مجلس قرية شرنوب كان يحتوي على 500 نول يدوي لصناعة الكليم ، لم يتبقَ منها إلا أنوال ورشته بعد انقراض المهنة بالقرية واختفاء الأنوال، داعياً الشباب إلى العودة للصناعة من جديد والحفاظ على التراث وتطوير صناعة الكليم والحفاظ عليها.

 

يضاهي أفخر الأنواع العالمية.. مصنع السجاد اليدوي طوق نجاة للمرأة في رشيد | فيديو

يتابع أن أهم العقبات التي واجهها هو التسويق وهناك جهات تأخذ انتاجنا وتقوم بتصديره للخارج أو تسويقه في الداخل، والمشكلة الحقيقية في التسويق فالمعارض مكلفة للصناع اليدويين، فمعرض التراث المتر به بألف جنيه والعرض يحتاج إلى 10 أمتار على الأقل بالإضافة إلى مصاريف الانتقال والإقامة وهو ما يضيع القرض الذي قد يحصل عليه الحرفي.

 

فتيات رشيد يحولن الجريد والسعف والخيش إلى فنون ومشاريع

يتابع “ لكن المعرض مفيد جداً لتسويق إنتاج الحرفيين والتراثيين، ولنا سوقنا وزبائننا في هذه المعارض وأطالب الدولة بدعم المنتجين التراثيين، وهناك محافظات بعينها مثل المنوفية قامت بإرسال أصحاب الحرف التراثية وهو ما نتمناه من محافظ البحيرة ”.

 

يضيف سمنة أن هناك العديد من أنواع الخيوط والعديد من أنواع السجاد، فهناك الصوف الطبيعي وهناك الملون، نحن ننتج الكليم بالطريقة التقليدية القديمة مع المحافظة على الطابع المصري لها.

 

يشير إلى أن أهم ما يميز الكليم اليدوي أنه يستمر لما يزيد على 40 و 50 عاماً،و هي صحية والكليم قد يأخذ ما بين أسبوع وشهر حسب الرسمة والتصميم.

داعياً الشباب إلى الاهتمام بالحرفة ، مشيراً إلى أنه قام بطباعة ورقة وقام بتوزيعها لكن أحداً لم يستجب ، وهو يتمنى أن يعود الشباب للحرفة من جديد ، مؤكداً أنه على استعداد لتدريب أعداد كبيرة من الشباب ومنحهم بدل تدريب”.

 

موضحاً أن الشاب يحتاج ما يقارب 6 أشهر  ليتقن حرفة الكليم اليدوي، بدلاً من الاستسهال في بيع إكسسوار المحمول أو قيادة التوك توك، والنول لا يتكلف أكثر من 4 آلاف جنيه ويبدأ مشروعه الخاص.

 

من الزلع للكولمان.. حكاية أقدم بائع أواني فخارية بالبحيرة

وأنهى سمنة حديثه لـ” فيتو “ بالقول إنه فخور بتمثيل مصر في معارض دولية بالكويت والبحرين والإمارات وحازت منتجاته على إعجاب جمهور تلك المعارض من شتى أنحاء العالم، إضافة إلى مشاركته في العديد من المعارض بالقاهرة والمحافظات ومنها معرض ديارنا وتراثنا وغيرها من المعارض التي تهتم بالحرف التراثية.