ابتلاء واختبار للعباد!
العودة للأخلاق هي ملاذنا.. هكذا يرى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، الذي قال إنه لا مخرج لعالمنا من أزماته الحادة بكل ما يموج بها من قسوة وعنف ووحشية إلا بالعودة إلى الأخلاق، وعلى الأخص خلق الرحمة والتراحم..
ولا يرى فضيلة الإمام في وباء كورونا عقاباً إلهياً كما يردد البعض وإنما هو ابتلاء واختبار للعباد، فسبب البلاء أن الله يمتحن عباده ليظهر لهم عملهم ليعرف العبد بعد ذلك هل نجح في ذلك الابتلاء أم لا..
اقرأ ايضا: مستمرة.. ولكن!
وأن البلاء يكون بالخير ويكون بالشر تصديقاً لما جاء في كتاب الله إذ يقول تعالى: "وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُون" (الأنبياء : 35)، ويقول أيضاً : "وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" (الأعراف 168)..
وأعاد شيخ الأزهر التذكير بفضيلة غابت عن كثير منا وهي أن شكر النعمة يكون من جنسها، فالابتلاء بالرزق الحسن والثراء لا يكفي معه مثلاً أن نشكر الله باللسان فحسب دون أن نخرج الحق المعلوم منه.. بل ينبغي إخراج الزكاة والصدقات وحقوق ذوي القربى من هذا المال الذي نحن مستخلفون فيه، فنستقطع باستمرار من هذا الخير وهذا المال لنفع الآخرين..
اقرأ ايضا: هل نعود إلى سيرتنا الأولى؟!
وهذا عكس اتجاه طبيعة الإنسان الذي خُلق شحيحاً؛ وقد اقترن جهاد المال بجهاد النفس في القرآن في عَشَرة مواضع، تقدَّم فيها جهاد المال على الجهاد بالنفس في تسعة مواضع، وتقدَّم جهاد النفس على جهاد المال في موضع واحد في سورة الإسراء، ولذلك حِكَمٌ وأسرارٌ عظيمة استفاض فيها المفسرون والعلماء.. أما الابتلاء فإن جزاء الصابر فيه والشاكر هو الجنة.