رئيس التحرير
عصام كامل

نائب رئيس أمانة الهجرة بـ"الاشتراكي الألماني": كل ما تم تداوله حول حرق جثمان المسلمين المتوفين بفيروس كورونا بألمانيا شائعات (حوار)

فيتو

المسلم المتوفَّى بكورونا يتم دفنه طبقًا للشريعة الإسلامية في مقابر خاصة للمسلمين 

يتم حرق جثمان الألمان الذين يطالبون بذلك قبل وفاتهم أو فقًا لقرارات أسرهم 

السلطات لم تكن السبب الرئيسي في تقليل نسبة الإصابات بل وعي المواطن الألماني 

الأطباء العرب يتصدرون مشهد مواجهة كورونا في ألمانيا

رمضان هذا العام الأصعب في تاريخ المغتربين وكورونا قضى على كافة الشعائر الرمضانية التي كنا نقيمها كل عام 

«على غير العادة.. اليوم في رمضان أصبح قريب الشبه باليوم العادى».. حقيقة مؤلمة كشفها حسين خضر نائب رئيس الأمانة الفيدرالية للهجرة والتنوع بالحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني الذي تحدثت إليه «فيتو» للتعرف على أوضاع الجالية المصرية والمسلمة في ألمانيا ، في ظل القيود الصارمة التي تفرضها الإدارة الألمانية في إطار مواجهتها لانتشار وفيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19).

*بداية ما الفارق بين رمضان هذا العام ورمضان فى السنوات الماضية فى ألمانيا؟

ما كانت تقوم به السفارة المصرية ورؤساء الجاليات العربية في ألمانيا بالعمل على توحيد الصف العربي والمسلم في الغرب كان يهون على الجالية المسلمة «رمضان في الغربة» وللمرة الأولى يكاد أن يصبح رمضان هذا العام الأصعب في تاريخ المغتربين وغيرهم بسبب الظروف التي يمر بها العالم أجمع جراء تفشي فيروس كورونا المستجد والمعروف علميًا باسم "كوفيد 19" كونه أجبر العالم على البقاء داخل المنزل وإلغاء العزائم والصلوات الجماعية تجنبًا لنشر العدوي بالفيروس المميت.

ورمضان هذا العام جاء دون رمضان ، لا فرق بينه وبين أي يوم عادي.. كورونا تمكن من القضاء على كافة الشعائر الرمضانية التي كنا نقيمها كل عام للشعور بأننا وطن واحد وهُوية واحدة حتى ولو كانت تلك المشاهد قليلة مقارنة بما يحدث في بلادنا الأم.

تلك الاحتفالات الصغيرة والتجمعات الإسلامية كانت تخلق نموذجا يحاكي الأوطان في الاستمتاع بالشهر الكريم كما أنها كانت تمتد لأكثر من مرة أسبوعيًا لكن هذا العام أصبحنا نعاني من مصاعب نفسية واجتماعية نظرًا لفقدان تلك الروحانيات بسبب ما تمر به البلاد جراء فيروس كورنوا ، والجميع بات مقيدا داخل أربع جدران دون عمل ودون رمضان أيضًا. 

*ماذا عن الدور الذي تلعبه رموز الجاليات العربية في ألمانيا لمواجهة «كورونا» والتخفيف من حدة آثاره؟

رموز الجاليات العربية في ألمانيا تعمل بشكل مستمر على التواصل مع الجاليات العربية من خلال كافة وسائل التواصل الاجتماعي والاطمئنان عليهم ، إضافة إلى تنظيم العديد من المبادرات لدعم هؤلاء الأشخاص ماديًا ونفسيًا ومحاولة الفضاء التي خلفها الحجر المنزلي بسبب كورونا.

*ما حقيقة ما تم تداوله خلال الأيام الماضية حول اتجاه السلطات الألمانية لحرق جثث ضحايا كورونا؟

المسلم المتوفَّى بفيروس كورونا يتم دفنه طبقًا للشريعة الإسلامية في مقابر خاصة للمسلمين ومن يتم حرق جثثهم هم أبناء الوطن الذين يطالبون بذلك قبل وفاتهم أو فقًا لقرارات أسرهم ، وكل ما يجرى تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول حرق جثمان المسلمين المتوفين بفيروس كورونا مجرد شائعات من قبل رواد الإنترنت.

*كيف ترى دور الأطباء العرب والمهاجرين فى دول المهجر خلال تلك الجائحة العالمية؟

الأطباء العرب والمهاجرون هم خط الدفاع الأمامي لمواجهة «كورونا» في أوروبا نظرًا لعددهم الكبير وخاصة الأطباء المصريين الذين يحملون تلك الأزمة بشكل كبير على عاتقهم ، وأطالبهم بضرورة نشر فيديوهات خاصة لتوعية المواطنين عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي ومنحهم فرصة الاستفادة من تجاربهم مع مصابي كورونا والأعراض المختلفة التي تطرأ عليهم ، وذلك بسبب كون كافة أعراض تلك الفيروس لا تزال مجهولة.

*لألمانيا تجرِبة رائدة عالميًا فى الطب عمومًا ومكافحة ومحاصرة فيروس كورونا والحد من انتشاره.. كيف ترى تلك التجرِبة؟

ما أعلنته السلطات الألمانية بشأن السيطرة على الفيروس المستجد «كوفيد 19» صحيح ولكن ليس كما يتصوره البعض فهناك فترة معينة للتأكد من السيطرة على الفيروس بنسبة 100% وأن ما يحدث يمكن أن يكون هدوء ما قبل العاصفة ، مع الأخذ في الاعتبار أن السلطات لم تكن السبب الرئيسي في تقليل نسبة الإصابات بل وعي المواطن الألماني بتعاليم الطب الوقائي والتزامه بتعليمات وزارة الصحة.

ورغم أن التعليمات متشابهة في العالم أجمع لكن وعي الشعب الألماني وتطبيق نظام التباعد الاجتماعي والاكتفاء الذاتي واتباع المتاجر وضع مسافات بين روادها وتعاون رجال الأعمال مع الحكومة وكذلك تنظيم المدارس لتقليل عدد الطلبة ووعي المواطن نفسه واتباعه لكافة القرارات التي فرضتها الحكومة هو العامل الأساسي للسيطرة على تلك الأزمة التي لو اتبعها العالم أجمع سنتخلص من تلك الجائحة بشكل أسرع.

*هل يمكن القول إن فيروس كورونا ساهم في تراجع ظاهرة الإسلاموفوبيا؟

المثير في الأمر هنا أن فيروس كورونا لم يساهم في تراجع ظاهرة الإسلاموفوبيا فقط بل ساهم في تراجع العديد من الظواهر منها معدل الجريمة والتلوث المناخي نظرًا لانشغال العالم جميعًا بمتابعة مستجدات كورونا لكن ذلك التراجع لا يجعل العالم ينكر أن الجماعات المتطرفة في أوروبا وعلى رأسهم "جماعة الإخوان" تسببت في خوف الأوروبيين من الإسلام.

*كيف ترى تأثير كورونا على العلاقات الدولية بشكل عام وبين العرب والقارة العجوز فيما بعد؟

«جائحة كورونا لن تؤثر على الاتحاد الأوروبي فقط بل ستؤثر على العالم أجمع وهو ما ظهر لنا منذ تفشي هذه الأزمة التي جعلت أغلب دول الاتحاد تغلق حدودها في وجه بعضها البعض وتبدو أشبه بجزر منعزلة رغم أن هذا ينافي قواعد دول الاتحاد التي من دورها الوقوف جنبًا إلى جنب في الأزمات بسبب حالة القلق التي يعيشها.

ليس ذلك فحسب بل وصلت الأنانية لاستيلاء بعض الدول الأعضاء على الصفقات الطبية التي أرسلتها الدول الأخرى كإعانات لغيرها من الدول الأكثر تضررًا ، كل ذلك يؤكد على أن ما بعد كورونا سيختلف كثيرًا عن ما قبل كورونا وأن هناك تحالفات جديدة ستظهر وأخرى ستختفي.

*وماذا عن تأثير كورونا على علاقات مصر مع أوروبا وتحديدًا مع ألمانيا؟

داخل القارة العجوز لا أحد يستطيع أن ينكر دور العرب وخاصة مصر في دعمها للعديد من الدول في ظل جائحة كورونا وخاصة مع الصين وإيطاليا وأمريكا التي باتت جميعًا تشيد بتلك المواقف ، وبالتالي ستصبح هناك دول تتحسن علاقاتها مع القارة العجوز بشكل كبير جدًا ، وأخرى ستسوء نظرًا لأن الأزمات تبين نقاء وصفاء العلاقات الدولية.

وهناك علاقات اقتصادية وتجارية مكثفة بين ألمانيا ومصر كونها تعد ثاني أكبر شريك تجاري لمصر بعد الصين حيث بلغ حجم التبادل التجاري ما يقرب من 4.5 مليار يورو عام (2018) إضافة إلى أن مصر مقصد سياحي مهم للسياح الألمان الذين وصل عددهم 1.7 مليون زائر في نفس العام.

كما أشار إلى الاتفاقات التي تتم بين الحكومة المصرية والألمانية المتمثلة في تشجيع التوظيف من أجل تنمية اقتصادية مستدامة وإدارة المياه والنفايات وكذلك تشجيع الطاقات المتجددة وكفاءة الطاقة بالإضافة إلى ذلك توفر ألمانيا أيضًا أموالًا لبناء المدارس الابتدائية وتشجيع الفتيات والنساء على التعليم والإصلاحات الإدارية.

وكذلك لتطوير المناطق الحضرية في القاهرة وما يوضح أهمية التعاون المتبادل في العديد من المجالات هو أن مصر تعتبر شريكًا مهمًا لألمانيا عندما يتعلق الأمر بالهجرة ومكافحة الإرهاب والاستقرار الإقليمي ، فكلا البلدين لديهم ثقل سياسي لا يستهان به في شتى المحافل الإقليمية والدولية.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"...

الجريدة الرسمية