"حق ريجيني".. صفقة الإخوان المشبوهة مع "أردوغان".. صحف ومجلات عالمية تنشر "أكاذيب الإرهابية" بـ"مقابل مادي"
«الدولة تصعد والجماعة تسقط».. ملخص ما حدث خلال الأسابيع القليلة الماضية ففى الوقت الذي عملت فيه الدولة المصرية على مد يد العون لعدد من دول العالم في إطار مواجهة تفشي وانتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19).
شيطنة الأحداث
لم تجد جماعة الإخوان المصنفة إرهابية حرجًا من العودة للعب بورقة «شيطنة الأحداث» حيث تدير الجماعة حملة دولية باستخدام بعض الصحف العالمية مثل نيويورك تايمز لتشويه المعونات المصرية لإيطاليا وتزعم أنها محاولة للتغطية على أزمة الباحث الإيطالي بالو ريجيني الذي قُتل في مصر قبل سنوات في ظروف غامضة وما زالت التحقيقات بشأنه جارية حتى الآن.
حملات إعلامية
والمتابع الجيد لتحركات الإخوان خلال السنوات الماضية يجد أنها لا تدخر وسعا في استخدام كل حلفائها لإيجاد نقاط ضعف لمصر والضرب عليها بكل قوة على أمل إحداث نزيف يمكنهم من العودة.
ولهذا تشن حملة إعلامية غير مسبوقة ضد الدولة والرئيس عبد الفتاح السيسي بالتعاون مع صحيفة نيويورك تايمز وبعض الصحف والمجلات الإيطالية التي ركبت قضية ريجيني وتمكنت من الارتزاق من خلفها طوال الأشهر الماضية.
حملة الجريدة الأمريكية ذائعة الصيت تربط عناصر عدة ببعضها البعض ، أوباما بأردوغان بالإخوان ، والأخيرة تفرد لها صفحات مدفوعة الأجر للدفاع عنها منذ سنوات وكأن رهان أوباما ومعه بعض الحكومات الأوروبية على هيمنة الإخوان على حكم مصر ما زال قائمًا حتى الآن.
المساعدات المصرية الإيطالية
وتستخدم الإخوان ملف حقوق الإنسان لتمرير خطتها لتشويه المساعدات الإيطالية كما لو كانت الجماعة نفسها تملك رصيدا مشرفا من ضمانات احترام حقوق الإنسان ، ويعتبرون المساعدات كارتا مصريا للتغطية على قتل جوليو ريجيني.
وبجانب هذه الرسالة تمرر عدة رسائل أخرى عن قضية الجماعة التي تلعب عليها منذ سنوات لتجريس وتشويه الإرادة الشعبية التي أطاحت بحكمهم وهو ما يفسر المقارنات الدورية التي تعقدها صحيفة نيويورك والتركيز على الداخل المصري مع الأوضاع التي أدت إلى سقوط مبارك بما يحدث الآن وكأن الشارع مشتعل ويعج بالمظاهرات وما يتبقى فقط هو تحديد ساعة الصفر.
يذكر هنا أن حملة الإخوان تربط مجموعة عناصر ، تحيلك مباشرة على مصالح تركيا في المنطقة ، فالحملة الإخوانية تزعم أن مساعدات مصر الإنسانية لإيطاليا في أزمتها محاولة لإبقاء الترابط بين البلدين في تطوير حقول غاز البحر المتوسط.
وكذلك إبقاء إيطاليا على عداء مع تركيا التي تعادي هي الأخرى الدولة المصرية بسبب الولاء الأيديولوجي المتبادل بين أردوغان والإخوان.
حق ريجيني
وتُذكر حملة الإخوان في الصحافة الغربية طوال الوقت بـ«ريجيني» الذي عثر عليه مقتولا في طريق القاهرة الإسكندرية عام 2016 ، وكعادة الجماعة في استخدام أذرعتها الشيطانية لتمرير ما تريد ، تنقل عن ميليشياتها الإلكترونية التي تسميهم «نشطاء» في منشورات باللغة العربية والإيطالية مطالباتهم باستمرار الحكومة الإيطالية في محاسبة مصر على مقتل ريجيني.
ولا ترضخ لكرم المساعدات المصرية على حساب دماء ابنها لتوحي بذلك أن تحريض لجانها الإلكترونية ، حملة مصرية إيطالية للضغط على حكومة روما لعدم تمرير أي تعاون مستقبلي مع الحكومة المصرية قبل الثأر لريجيني ، وركزت الحملة الإخوانية على تصريحات العديد من الجمعيات الحقوقية الداخلية والخارجية التي زعمت أن قتل ريجيني مدبر من جانب الأمن المصري.
ونقلت عنهم مطالباتهم باستخدام أقصى وسائل الضغط السياسي وعدم الرضوخ لتوازنات صفقات الأسلحة التي تبرمها مصر مع إيطاليا من أجل تقوية جيشها ، وتنويع مصادر أسلحته بما ينعكس على أمنها القومي ، باعتبارها كروت تعويض مكشوفة عن مقتل ريجيني.
تقارير مشبوهة
كما تدلس الحملة الإخوانية على ردود الحكومة المصرية بشأن وفاة «جوليو» وتستند في ذلك على عشرات التقارير الحقوقية الموجهة سنويا والتي تزعم الانتهاك المنهجي لحقوق الإنسان من حكومة مصر.
أردوغان
القراءة السياسية للحملة الشرسة على مصر وتشويه ملف مساعداتها لإيطاليا ، تؤكد أن الإخوان تسعى بكل قوة لمنع القاهرة من ضم المزيد من الفرقاطات العسكرية حتى لا تتفوق على تركيا ، وهو ما يتضح في تحريض مجلة «أناليسي ديفيسا» الإيطالية على البرنامج العسكري لبلادها مع مصر لتصنيع أربع فرقاطات ونحو 20 زورق دورية ، يجرى بناؤها في أحواض بناء السفن المصرية أيضًا على حد زعمها.
المجلة التي كشفت عن وجهها الحقيقي ، هاجمت وزير الخارجية لويجي دي مايو ، بسبب ثنائه على الإمدادات الطبية المصرية لدرجة أنه خرج ببث مباشر على حسابه بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» لتقديم الشكر للحكومة المصرية لمساندة بلاده في مثل هذا التوقيت ، واعتبرته مدحا سيئا ومقززا ، وزعمت أن «دين مصر» لا يمكن دفعه إلا بعملة واحدة وهي إظهار حقيقة وفاة جوليو ريجيني والإفراج الفوري عن باتريك زكي الناشط الحقوقي المصري الذي يعمل بالمفوضية المصرية للحقوق والحريات ، المحبوس على ذمة التحقيق في تهمة إشاعة أخبار وبيانات كاذبة.
الغريب أن المجلة تترك بلادها في حال يرثى لها وتتفرغ للتشكيك في النوايا ، وكل ذلك من أجل حفنة أموال تلقى لها.
وما يكشف وقوعها في بئر تحريض الإخوان والانضمام إلى دكاكينها الإعلامية ، تكرار الرسالة الإعلامية التي تركز عليها الجماعة دائمًا بالتحريض على الحكومة وشيطنة المساعدات بدعوة أولوية التركيز على رعاية مواطنيها بشكل أفضل ، ونسخت المجلة نفس رسالة الإخوان وهو ما كشف أهدافها الحقيقية.
وحرضت على رئيس اللجنة البرلمانية الإيطالية للتحقيق في وفاة جوليو ريجيني ، وسخرت من دوره المتراجع أمام الوفود المصرية التي تشارك في المباحثات مع إيطاليا بسبب ما أسمته «الضغط الدبلوماسي العادي» الذي لم يفلح في الكشف عن حقيقة مقتل الباحث الشاب.
وطالبت المجلة بسحب السفير الإيطالي احتجاجًا على الدعم المصري لبلادها في وقت وباء ينسفهم نسفًا ، الذي تعتبره محاولة للتغطية على مقتل ريجني ، وكأن الأربعة سنوات الماضية أبدت مصر فيها ضعفا أو تهاونا في كبريائها أمام المفاوض الإيطالي حتى تستغل فرصة انهيار روما لإعادة بناء موقفها التفاوضي معها بشأن قضية ستحسمها الإجراءات القضائية عندما تنتهي التحقيقات.
الصحافة الغربية
وفي هذا السياق قال إبراهيم ربيع الكاتب والباحث: أصدقاء الإخوان في الصحافة الغربية ليس كافيًا لهم إرهاب الشرق الأوسط ليعرفوا منابع خيوط العنف والتطرف والتكفير التي تغذي كل التيارات الدينية في العالم مع الأخذ في الاعتبار أن الإخوان هي السبب في ولادة ونمو تنظيم داعش الإجرامي وكل التيارات الإرهابية التي تحصد أرواح الأوروبيين وتفجرهم في بلادهم.
وأشار «ربيع» إلى أن الأوضاع المتوترة في ليبيا والتي يمكن أن تعدي إيطاليا كالفيروس في أي لحظة ، قد تمدهم بآلاف التكفيريين الذين يتوقون إلى فتح روما ، ومصر هي التي تتصدى لهم حتى الآن ، وبالتالي زعزعة أمنها ، هي حرب قذرة بالوكالة لصالح تيارات إرهابية ، تسعى لإعادة إنتاج مشروعها بأي ثمن.
موضحًا أن «أهمية مصر الإستراتيجية تحتم على هؤلاء لو كانت لديهم حمية وطنية فعلًا ، العمل على صيانة أمنها واستقرارها وليس أمن مشروعات إرهابية أثبتت خطورتها على العالم أجمع».
نقلًا عن العدد الورقي...