رئيس شئون "القرآن" بوزارة الأوقاف : عدد المساجد التي تم إعمارها بآخر 6 سنوات غير مسبوق .. و تدريس الأخلاق فى 2500 مكتب لحفظ كتاب الله ( حوار )
أنفقنا 6 مليارات جنيه على «عمارة المساجد».. وتخصيص مليوني جنيه لطباعة المصحف
نستهدف إيجاد 4 آلاف مكتب تحفيظ قرآن حتى 2024
المدارس القرآنية تسهم إسهامًا جادا في تحصين النشء والشباب من الفكر المتطرف
مسابقة الأوقاف العالمية للقرآن الكريم حققت هذا العام أعلى مشاركة دولية وأفريقية في تاريخها
مضاعفة الإعانة المخصصة لنقابة قراء القرآن الكريم لتصبح مائتي ألف جنيه سنويًّا بدلا من مائة ألف
رفع مكافأة الحفظة الذين يصلون التراويح بجزء كامل طوال شهر رمضان العام الماضي إلى 5000 بدلا من 2000 جنيه
زيادة مكافأة قــراء الســهرة بشــهر رمضان المبارك إلى 50 % لتصبح 675 بدلًا من 450 جنيها
أكد الدكتور نوح العيسوي، رئيس الإدارة المركزية لشئون المساجد والقرآن الكريم، أن وزارة الأوقاف بقيادة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، بذلت جهودًا حثيثة في خدمة القرآن الكريم وأهله، وقد اهتمت الوزارة بخدمة القرآن الكريم وتيسير حفظه بالمجان.
وأوضح «نوح» خلال حديثه لـ «فيتو» أن الوزارة قدمت العديد من الخدمات إكرامًا لأهل القرآن الكريم، وكانت رعاية أهل القرآن الكريم والاهتمام بهم من أولويات الوزارة، التي تعمل على التوسع في مكاتب تحفيظ القرآن الكريم، والمدارس القرآنية، والمقارئ القرآنية، ومراكز إعداد محفظي القرآن الكريم على مستوى الجمهورية، وذلك لخلق جيل جديد تغرس فيه الأخلاق الإسلامية والقيم الإنسانية، وروح الانتماء للدين والوطن.
وعن طبيعة عمل هذه المراكز والخدمات التي تقدمها «الأوقاف» للحفاظ على النشء والشباب ومحاربة الأفكار والجماعات المتطرفة ومواجهة الشائعات وأمور أخرى كان الحوار التالى لـ"فيتو":
*بداية.. ما الأسباب التي دفعت الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف لمنح المدارس القرآنية اهتمامًا بالغًا؟
لأنها تمثل المنهج الوسطي، وتعنى بتحفيظ القرآن الكريم وتوضيح مقاصده العامة بالمجان، وتم افتتاح 1170 مدرسة قرآنية بالمساجد، منها 18 مدرسة قرآنية تدرس بها الواعظات المتميزات بوزارة الأوقاف، وجار فتح العديد من المدارس الأخرى على مستوى الجمهورية؛ حتى لا نترك النشء من أبنائنا للجماعات المتطرفة للتأثير على وجدانهم وتشويه عقولهم، فنحن نريد أن يحفظ أطفالنا القرآن الكريم على يد علماء متخصصين.
وتعمل وزارة الأوقاف على ضرورة التوسع في المدارس القرآنية بالمساجد الكبرى عن طريق اختيار العناصر المتميزة من الأئمة والواعظات للعمل في هذه المدارس، ويتم اختيار ثلاثة محفظين لكل مدرسة للعمل في التحفيظ وتعليم القيم والأخلاق والتعايش السلمي وحب الأوطان وغيرها من المفاهيم.
*وكيف تساهم المدارس القرآنية في تحصين الشباب من الفكر المتطرف؟
نؤكد أن المدارس القرآنية تسهم إسهامًا جادًّا في تحصين النشء والشباب من الفكر المتطرف، وتعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة ونشر صحيح الإسلام الوسطي والفكر المستنير، إلى جانب العمل على خلق جيل جديد تغرس فيه الأخلاق الإسلامية.
*ماذا عن المقارئ القرآنية؟ وهل طبعت «الأوقاف» بطبع المصحف الشريف هذا العام؟
افتتحت وزارة الأوقاف أكثر من 980 مقرأة قرآنية، بعدد (8717) عضوًا، وفيما يتعلق بطبع المصحف الشريف فقد تم تخصيص 2 مليون جنيه هذا العام لطباعة (10000) مصحف، وكتاب (المنتخب في تفسير القرآن الكريم) باللغة العربية، وترجماته باللغات الأخرى.
*تتوسع الوزارة بصفة مستمرة في الكتاتيب... فما الهدف منها وكم يبلغ العدد الإجمالي للكتاتيب ؟
استكمالا لخطة «الأوقاف» في تجفيف منابع التطرف وغلق الباب أمام الكتاتيب التي تُخرج أشخاصًا متطرفين، عملت الوزارة على التوسع في مكاتب التحفيظ حفاظا على عقول أبنائنا وبخاصة الأطفال والناشئة من أن تتخطفهم أيدى الجماعات المتطرفة، وحتى لا يقع أبناؤنا في أيدي غير المؤهلين ومن لا يحسنون تحفيظهم، والإسهام في تربيتهم تربية فكرية وأخلاقية صحيحة.
وقد بلغ عدد هذه المكاتب 2505 مكاتب تحفيظ عصري يتم من خلالها تدريس الأخلاق إلى جانب تحفيظ القرآن الكريم، وتستهدف الوزارة في السنوات القادمة من 2020م حتى 2024م أن يصــل عدد المكاتب إلى 3980 مكتبًـا، بواقع 300 مكتب تحفيظ كل عام وتقوم مكاتب تحفيظ القرآن الكريم على خدمة كتاب الله وتيسير حفظه بالمجان.
*وماذا عن مراكز تحفيظ القرآن الكريم ؟ كم يبلغ العدد الإجمالي لها؟
مراكز تحفيظ القرآن الكريم هي مراكز لإعداد محفظي القرآن الكريم، وهي استمرار لخدمة كتاب الله عز وجل وحرصًا من وزارة الأوقاف على إعداد محفظ واع ومؤهل ومعتمد وتوفير مكان آمن لحفظ القرآن الكريم وفهم معانيه بعيدًا عن أيدي العناصر المتطرفة والمتشددة التي كانت تتخذ من غطاء تحفيظ القرآن الكريم ستارا تحاول أن تستر به أغراضها الخبيثة في محاولات السيطرة أو التجنيد المبكر للأطفال والناشئة لصالح الجماعات المتطرفة والمتشددة.
وتم افتتاح مراكز إعداد محفظي القرآن الكريم بالمساجد الكبرى على مستوى الجمهورية بلغ عددها 69 مركزًا، وذلك لإتقان وحفظ القرآن الكريم وتجويده على أيدي العلماء والقراء المتخصصين.
*هل هناك ضوابط ومعايير تحكم عملية اختيار المحفظين والمحفظات؟
هناك معايير واضحة وثابتة لاختيار المحفظين والمحفظات، حيث يتم اختيارهم من خلال مسابقة تعقدها الوزارة، تتضمن اختبارات تحريرية وشفوية؛ لتحقيق أعلى درجات النزاهة والشفافية، وذلك في حفظ القرآن الكريم وتجويده وحسن أدائه، والقدرة على تحفيظه وعدم الانتماء إلى أي جماعة أو فكر متطرف، مع ضرورة التركيز على الجانب الأخلاقي والسلوكي، وذلك لعدم ترك أولادنا في أيدي المتطرفين وغير المؤهلين ومن لا يحسنون تحفيظهم.
*ما مميزات الالتحاق بالمراكز؟
الحصول على شهادة معتمدة من الوزارة، والحصول على فرصة للعمل بالمدارس القرآنية التابعة للوزارة حيث تكون الأولوية في عضوية المقارئ بعد اجتياز الاختبار المعد لذلك وأولوية التقدم لإيفاد القراء للخارج بالنسبة لأصحاب الصوت الحسن، ومن يحصل على تقدير امتياز أو جيد جدًّا يسمح له الالتحاق بالمراكز الثقافية الإسلامية التابعة للوزارة.
*أين موقع وزارة الأوقاف من مسابقات القرآن الكريم؟
تنظم وزارة الأوقاف من خلال الإدارة العامة لشئون القرآن الكريم مسابقة محلية لحفظ القرآن الكريم وتجويده كل عام يشارك فيها أكثر من 15000 متسابق من جميع محافظات الجمهورية بجوائز تقدر بـــ200 ألف جنيه وشهادة تقدير لجميع الفائزين.
إضافة إلى إقامة مسابقة لذوي الاحتياجات الخاصة في حفظ القرآن الكريم مع معاني المفردات القرآنية لتشجيعهم على إبراز مواهبهم، وكذلك تنظم المسابقة العالمية السنوية لحفظ القرآن الكريم والتي يشارك فيها العديد من دول العالم، وآخرها المسابقة العالمية (السابعة والعشرون) لحفظ القرآن الكريم وتفسيره وفهم مقاصده، بجوائز مالية قدرها (مليون ومائتان وستون ألف جنيه).
وحققت مسابقة الأوقاف العالمية السابعة والعشرين للقرآن الكريم هذا العام 1441هـ -2020م أعلى مشاركة دولية وأفريقية في تاريخها، حيث بلغ إجمالي المشاركين 85 متسابقًا من 63 دولة أجنبية، وبلغ عدد الدول الأفريقية المشاركة 30 دولة، وهي أعلى مشاركة أفريقية ودولية في تاريخ المسابقة، وذلك لأن المسابقة هذا العام تختلف عن المسابقات السابقة، فبمناسبة رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي قررت وزارة الأوقاف تخصيص فرع خاص (الفرع الثالث) لحفظة كتاب الله عز وج) من أبناء قارة أفريقيا، وتخصيص جائزتين : الأولى قدرها 150 ألف جنيه، والثانية 130 ألف جنيه لهذا الفرع.
وعملت وزارة الأوقاف على إبراز الدور الرائد لقراء مصر العظام، حيث قرر الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف إطلاق اسم المرحوم الشيخ محمود خليل الحصري على الدورة السادسة والعشرين للمسابقة العالمية، وكذلك تم إطلاق اسم المرحوم الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله على المسابقة العالمية السابعة والعشرين للقرآن الكريم التي عقدت هذا العام 2020.
*ماذا قدمت الوزارة لأهل القرآن في النقابة وشيوخ المقارئ لتحسين أحوالهم في السنوات الأخيرة؟
عمل وزير الأوقاف على تحسين أحوال أهل القرآن ورفع مكافآتهم، فتم مضاعفة الإعانة المخصصة لنقابة قراء القرآن الكريم لتصبح مائتي ألف جنيه سنويًّا بدلا من مائة ألف جنيه إكرامًا لأهل القرآن الكريم وخدمة لكتاب الله على أن تخصص هذه الزيادة لدعم معاشات القراء ممن لا يتقاضون أية معاشات وظيفية من أي جهة أخرى وتصرف لهم نقدًا.
كما تم زيادة مكافأة جميع شيوخ المقارئ من الأئمة وغيرهم لتصبح 200 جنيه بدلًا من 100 جنيه، هذا إلى جانب زيادة مكافأة أعضاء المقارئ من الأئمة وغيرهم لتصبح 160 جنيهًا بدلًا من 80 جنيهًا، وكذلك تم زيادة مكافأة محفظي المكاتب العصرية المعتمدين ومن يتم اعتمادهم من المحفظين بالمكافأة للعمل بمدرسة المسجد الجامع القرآنية لتصبح 300 جنيه بدلا من 150 جنيهًا.
ورفع مكافأة الحفظة الذين يصلون التراويح بجزء كامل طوال شهر رمضان العام الماضي إلى 5000 جنيه بدلا من 2000 جنيه، وكذلك تم رفع مكافأة قــراء الســهرة بشــهر رمضان المبارك إلى 50 % لتصبح 675 جنيهًا بدلًا من 450 جنيها.
• تحاول بعض الجماعات بث الشائعات مع دخول رمضان من كل عام وتزعم زورا أن الوزارة تحارب القرآن الكريم.. فكيف تواجهون ذلك؟
نؤكد أن شهر رمضان هو شهر القرآن، ووزارة الأوقاف تعي أن دورها الأساسي إنما هو عمارة المساجد وخدمة القرآن الكريم ونشر صحيح الدين، وأنها تراعي المصالح المعتبرة في كل قراراتها وتوقيت هذه القرارات.
وقد أكدت الوزارة أن المساجد التي تم إعمارها في السنوات الست الماضية لم يحدث في تاريخ مصر، وربما لم يحدث في تاريخ أي دولة أخرى في العالم في مثل هذه الفترة، حيث بلغ عدد المساجد التي تم بناؤها وإحلالها وتجديدها وصيانتها 3183 مسجدًا.
وتم إنفاق نحو ستة مليارات جنيه على عمارة المساجد، وهو ما لم يحدث عبر تاريخ الوزارة التي أنشأت خلال العامين الماضيين 1170 مدرسة قرآنية، و2505 مكتبًا لتحفيظ القرآن الكريم، وهو ما لم يحدث من قبل، ولا في أي دولة أخرى في مثل تلك الفترة، وذلك إضافة إلى مسابقات القرآن الكريم المحلية والعالمية، وافتتاح ٦٩ مركزا لإعداد محفظي القرآن الكريم، وجعل إتقان حفظ القرآن الكريم وحسن فهم مقاصده ومعانيه شرطًا لجميع أنواع الترقي أو السفر للخارج إضافة إلى تخصيص برنامج يومي لوزير الأوقاف للحديث عن الكمال والجمال والقيم الإيمانية والأخلاقية في القرآن الكريم تحت عنوان «في رحاب القرآن الكريم» يذاع يوميا على الفضائية المصرية والنيل الثقافية وقناة نايل لايف وإذاعة القرآن الكريم.
كما أكدت الوزارة بالنسبة لقراءة القرآن قبل صلاة المغرب أو قبل صلاة الفجر أن الأمر فيه متسع لا وجوب ولا سنة ولا ندب ولا منع أيضا، فما يحقق المصلحة وفق ظروف الزمان والمكان والحال معتبر، وعليه فالوزارة لا تمانع من إذاعة قراءة القرآن قبل صلاة المغرب أو قبل صلاة الفجر بالضوابط التي وضعتها.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"