رئيس التحرير
عصام كامل

سلاسل ومسلسلات!

اقتربنا من منتصف من شهر الإعلانات المطعمة بالمسلسلات المعروف بشهر رمضان المعظم وفي وقت غير طبيعي بالمرة من ناحية الوسط الذي نؤدي فيه طقوس الصيام والصلاة والفرجة بطبيعة الحال.

 

فإن جميع القنوات الفضائية، ومنصات المشاهدة العالمية والمحلية والإقليمية، من نتفلكس إلى واتش إلى شاهد تعيش عصرها الذهبي.. لأن الجمهور محبوس في قفص وفي يديه السلاسل والأصفاد، وعلى باب القفص يقف الفيروس كورونا ديدبان.. مفترسا لا يهدأ ولا ينام إلا بالدماء وخنق الأبرياء!

 

الجمهور إذن رهين المحبسين: الخوف من المرض.. والملل! هذه هي البيئة المناسبة لعرض ذلك الكم الهائل المتنوع من الأعمال الدرامية، ومن برامج المسابقات ومن برامج المقالب.

 عليك الاختيار: الفلوس أم الفيروس؟

 

جرى العرف أن هذا الشهر الكريم يولد فيه نجوم جدد ويدفن فيه نجوم لم يحافظوا على مكانتهم.. أو بددوا ما أنفقه مطربون أغنياء أو تجار على زوجاتهم.. لكي يبهرونا.. فما أبهرونا.

 

بصفة عامة، وقبل الخوض في تفاصيل وتحاليل، فإن السماجة المسماة بالكوميديا التي تخرجت من مدرسة مسرح مصر، لم تجد سوى الإعراض من كم التخلف العقلي والفني وثقل الظل.. هذه المجموعة السمجة لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالكوميديا.

 

ثقل دم متناه.. ومن المؤكد أن هذا راجع لحدوث تحور في جينات المضحكين.. سمح للمتحورين أن يظنوا بأنفسهم خفة الظل.. البله لا يضحك.. هذه حقيقة يحتاجون إلى تعلمها.. صاحب هذا المسرح الفنان أشرف عبد الباقي.. موهوب.. هم ليسوا كذلك.. مصطفى خاطر استثناء مطلق.

تحويل الفاتورة على الصين

 

يتصدر المشهد الدرامي مسلسل الاختيار بجدارة.. وحين نتفرج عليه كأسرة واحدة ينتفض الشباب في العائلة يريد الذهاب إلى سيناء.. تلك هي الغاية السامية العليا.. الوطنية والفداء.

 

سأعود بالتحليل لهذا العمل الممتع العظيم لاحقا.. التحية واجبة للأبطال.. الحقيقيين بقصصهم الحقيقية التي يسجلها المؤلف باهر دويدار بصبر وتعمق وجزيئات الفسيفساء الممتعة.. والتحية واجبة للشاب المبهر المخرج بيتر ميمي، أتابعه منذ كلبش بأجزائه الثلاثة.

 

وبالطبع التحية العسكرية فرض عين للشهيد العظيم العقيد أركان حرب البطل أحمد صابر منسي.. وجسد البطولة بشغف وحنان وقوة وفهم وإحساس طاغ وحضور وطني وعاطفي متجسد النجم أمير كرارة.

 

تسييس الفيروس

 

بعد الاختيار، أتابع يسرا في خيانة عهد.. ونيللي كريم وآسر ياسين.. في (بـ ١٠٠وش) والفتوة وفرصة ثانية وليالينا 80.. ثم نحب تاني ليه.. و لما كنا صغيرين.. بالطبع سأعرض لكل منها بعمق كثيرا وبسرعة لبعضها أحيانا.

 

السمة الغالبة هي التفسخ الأسري والصراعات القذرة والمكائد والمكر بين الأخوة والأخوات.. وللأسف يطالع أفراد العائلات هذه الصراعات وهم رهائن البيوت يحبسهم الفيروس كورونا.. نجمات العروض الشابات تنوع أداؤهن.. لكن ياسمين عبد العزيز تحصد أعلى الدرجات في العفوية الدرامية إضحاكا أو نكدا! أما ياسمين صبري بجمالها الأخاذ وعفوية أدائها فتحصد غيرة ملايين النساء.. وإعجاب ملايين الرجال.

 

لم تغب الرومانسية في مشاهد كثيرة ممتعة وبخاصة في "نحب تاني ليه"، و"فرصة تانية".. حيث توهج الحب والأداء بين أحمد مجدي.. وياسمين صبري.. أما التفاصيل فالأسبوع القادم.

 

هدفهم جميعا الإمتاع والحصول على رضا المشاهد وحصة ضخمة من المعلنين.. فيهم من نجح.. وفيهم من وقع وفيهم المسنود على تاريخ.. والمسنودة على محفظة لا تنضب!

 

الجريدة الرسمية