ذكرى رحيل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب
شب على حب الموسيقى والغناء طفلا ، بل مارس واعتلى المسرح مطربا ومنشدا وهو لم يبلغ الثانية عشر ، ففى مثل هذا اليوم 4 مايو عام 1991 رحل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الذى وصفه النقاد بأسطورة الغناء والموسيقى العربية بلا منافس.
ولد عبد الوهاب بحى باب الشعرية عام 1901 ونشأ نشأة دينية فبدأ حفظ القرآن فى كتاب سيدى الشعرانى على يد الشيخ رمضان عريف وعمره أربع سنوات ، تعلق بحلقات الذكر وموشحات الشيخ على محمود ويوسف المنيلاوى وصالح عبد الحى وعشق صوت الشيخ محمد رفعت حتى أنه قال عنه (هو الصوت اللى ودانى فتحت عليه وحبيته وعشقته وكنت أهرب من البيت لأسمعه ولغاية دلوقت اسمعه بحب).
وتعلم العزف على العود وبدأ مقلدا للمطربين مثل الشيخ سلامة حجازى وأطلق عليه جيرانه (مطرب الحارة) وكان مثله الأعلى الشيخ سيد درويش.
أعجب به حلاق الحى عبده الحلو وقدمه إلى أحد زبائنه وهو فؤاد الجزايرلى صاحب فرقة تمثل على مسرح الكلوب المصرى بسيدنا الحسين وعمل عبد الوهاب مطربا بين فصول المسرحيات مقابل خمسة قروش فى الليلة وتسارع الجميع لسماع أعجوبة الزمان وهو يغنى أغانى سلامة حجازى باسم "محمد البغدادى" حتى لا تعلم عنه أسرته شيئا.
يقول عبد الوهاب كما نشرت الدكتورة رتيبة الحفنى فى كتابها عبد الوهاب حياته وفنه: أخيرا وافقت الأسرة على عملى بالغناء على أن التحق بفرقة محترمة وهى فرقة عبد الرحمن رشدى المحامى على مسرح برنتانيا مقابل ثلاثة جنيهات فى الشهر وكان أول ما قدمت أبياتا غزلية مطلعها (عذبينى فمهجتى فى يديك ) وتصادف أن حضر أحمد شوقى العرض فطلب من حكمدار القاهرة منعى من الغناء لأنى طفل ولم يكن هناك قانون يمنع فأخذ الحكمدار تعهدا بعدم غناء الطفل فى حفلات الفرقة الليلية.
اخبار ماسبيرو | ذكرى ميلاد عبدالوهاب بلغات العالم في شبكة الموجهات
ويضيف عبد الوهاب: التحقت بنادى الموسيقى الشرقى وتعلمت الموشحات على يد على درويش الحريرى ومحمود رحمى أما العود فتعلمته على يد القصبجى والتحقت بالعمل مدرسا للأناشيد بمدرسة الخازندار أثناء الدراسة ، وعملت مع فرقة على الكسار مقابل ستة جنيهات.
وفى عام 1921 التحقت بفرقة الريحانى ثم فرقة سيد درويش مقابل 15 جنيها فى الشهر إلى أن عرض على أحمد شوقى السفر إلى باريس للدراسة ورحل عبقرى الموسيقى سيد درويش وأنا فى فرنسا.
وبعد عودتى بدأ التعاون مع أحمد شوقى بك ومشوار طويل من التلحين والغناء. فاختار لى أساتذة لتعليم أصول الموسيقى والغناء والثقافة فى الأدب واصطحبنى معه إلى مجالس الأعيان والأمراء وفيها تعرفت على كبار الأدباء والمفكرين فقد كان بالنسبة لى الأب الروحى.