إخوان ممولون وإخوان مضللون
مساكين هؤلاء الإخوان، فهم يقولون ما لا يفعلون، يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب، لذلك فإن أدق وصف لهم هو أنهم لا يعقلون، دينهم وديدنهم محاربة الذين يحكمون، ويقتربون منهم حتى يصلوا للحكم، المصلحة والنفعية هي التي تقودهم، دينهم هو السلطة ولا شىء غيرها، خاصموا كل الحكومات التي حكمت مصر، ليس هذا رأيا من عندي ولكنه من أفواههم، وبأقلامهم، فحين كتبوا في ويكيبديا الإخوان ـ وهي موسوعة إخوانية تختلف عن ويكيبديا الأصلية ـ عن علاقاتهم بالأحزاب القديمة التي كانت تحكم مصر قالوا على سبيل المثال إن علاقتهم بحزب الوفد كانت تمر بمراحل، فكانت علاقتهم تسوء بالوفد حين يشكل الوفد الوزارة، فإذا خرج الوفد من الحكم كانت علاقتهم به تتحسن، وها هو مقطع من صفحة كتبوها في ويكيبديا الإخوان عن علاقتهم بحزب الوفد حين كان يحكم قالوا فيها: ((ابتدأ عداء حزب الوفد لجماعة الإخوان المسلمين منذ أن رأى شعبية الإخوان المتزايدة، ومن جميع طبقات الشعب، بل ومن شباب الوفد ورجاله أيضا.. من هنا أحس الوفد أن هناك من سينازعه على كرسي السلطة والحكم )).
وعلى رأي المثل العربي القائل "رمتني بدائها وانسلت"، يجاهرون هم بالعداء ويتهمون الآخرين بالغيرة منهم !! مصابون هم الإخوان بعقدة الاضطهاد أو يمثلون علينا أنهم مضطهدون حتى يقع في حبائلهم وشباكهم عدد وفير من الصيد الثمين الذي يتعاطف مع المُضطهد، يعلم الكل أن المصريين يتميزون على كل شعوب الدنيا بالبساطة والتدين، ومن بوابة التدين يلقي الإخوان شباكهم ويضع الصياد الإخواني فخه فيرفع شعارات إسلامية هم أكثر الناس بعدا عنها، ومن حسن حظ هذا الشعب الطيب أنه لا يقع في أفخاخهم إلا المتردية والنطيحة وما أكل السبع.
لذلك تستطيع القول إن قادة الجماعة هم مجموعة من الممولين، وقواعدهم مجموعات من المضللين، عبثوا بعقلوهم ومسخوا أفكارهم وشوهوا مشاعرهم، وإذا أراد أحد أن يعرف حقيقة تكالب الإخوان على الحكم ـ لا على الدين ـ فليقرأ تاريخهم ومواقفهم فهو خير شاهد على ذلك، قيادات الجماعة أوهمت القواعد بأنها تسعى للحكم من أجل الدين، فشوهت دين هؤلاء القواعد بالحكم، وسيحملون أوزراهم يوم القيامة وأوزار من اتبعوهم، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.