ويتخذ منكم شهداء
لا أعرف لماذا تذكرت هذه الآية من سورة آل عمران والتي تقول: {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140)} بعدما فجعنا جميعا بالأمس بالحادث الإرهابي في بئر العبد الذي راح ضحيته أبرياء من أبناء هذا الوطن ولا يزالون يقدمون أرواحهم فداء له..
والحقيقة أنه منذ الإعلان عن الحادث فإن اللعنات لم تنقطع علي مدبري ومنفذي هذا الحادث الأليم، كما لم تنقطع الدعوات للشهداء أيضا بالرحمة والمغفرة..
وأعتقد أن هذه الآية كفيلة بأن نعرف أسباب ما نحن فيه وما يحدث بيننا ونؤمن أن القتل دفاعا عن النفس والوطن رغم أنه مصيبة وفاجعة كبري إلا أنه أيضا هو شهادة ووسام تكريم آخروي قبل أن يكون شهادة ووسام دنيوي..
اقرأ ايضا: ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون
فكلنا يعلم ماذا أعد الله للشهداء ممن قتلوا دفاعا عن الأوطان من جزاء، وكلنا يؤمن بأن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، والحقيقة أن حياة الشهداء دونا عن غيرهم لا تنتهي بموتهم بل إن الشهداء يظلون أحياء في الدنيا بالتكريم والتبجيل والفخار وفي الآخرة بمغفرة من الله وفضلا..
وفي الختام لا يسعني إلا أن أدعو الله العلي العظيم أن يرحم شهداء الوطن وأن يكرم نزلهم ويوسع مدخلهم، وأن يغسلهم بالماء والثلج والبرد وينقهم من الخطوب والدنايا كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس.