نحتاج أن نحب مصر أكثر
ربما الكثيرون منا فى مصر والوطن العربى يشاهدون مسلسل (الاختيار) سواء كان ذلك باختيارهم أو كان بسبب الفراغ الذى يحاصرهم فى ظل أزمة كورونا التى نعيشها.
ولن أكون حالمة عندما أقول إن جميع المصريين يشاهدون هذا المسلسل محبة فى القوات المسلحة المصرية، ولكن ما يهمنى فى حقيقة الأمر أن يرى شباب وأطفال مصر الذين لم يروا من بلادهم إلا ثورة يناير 2011 وما تلاها من انهيار فى مختلف جوانب الحياة، وأزمات اقتصادية متتالية، وأخيرا ما نمر به بسبب جائحة كورونا.. هكذا يرى الأغلبية من شبابنا إن مصر تحتاج لعشرات السنين حتى تستعيد قوتها.. رغم كل ما يحدث من تنمية وبناء فى مختلف المجالات..
اقرأ أيضا: "ادعم قطاعك" مبادرة جديدة لدعم العمالة اليومية
كلنا فى حاجة إلى مشاهدة هذا المسلسل ومثله من المسلسلات التى تشحذ الهمم.. حيث قصص البطولة الحقيقية التى تؤثر إيجابا شئنا أم أبينا فى نفوس الجماهير.. وفى مسلسل (الاختيار) يحاول مؤلفه أن يقوم بعقد مقارنة طوال أحداثه بين طريق الخير وطريق اللى يروح ما يرجعش.. طريق الشهادة والبطولة وطريق الخيانة والإعدام شنقا..
اقرأ أيضا: ممنوعة من الحب
الشهيد عقيد أركان حرب أحمد المنسي هو شهيد من آلاف الشهداء الأبرار وبطل من أبطال القوات المسلحة فرغم أن إسمه المنسي إلا أن ذاكرة التاريخ لن تنساه.. كذلك للخيانة نتائجها التى ستظل وصمة عار تطارد الخائن هشام عشماوى وعائلته.. وكل الخونة ممن هم على شاكلته..
نحن نحتاج أن يكون عندنا آلاف من أحمد المنسي ممن يحبون وطنهم.. علموا أولادكم كيف تكون الوطنية والنخوة.. كيف يكون حب الوطن هو أسمى الأهداف.. علموا أولادكم أن الانتماء وحب الوطن ليس ضعفا ولكنه أقوى أنواع الشجاعة والقوة.. ولا تهتموا بمن يحاول أن يثبط العزائم..
اقرأ أيضا: المخبأ
فالدول تحاول بشتى الطرق أن تزرع حب الوطن فى قلوب أبنائها.. والدراما والإعلام جزء من أهم الوسائل التى تنشر الوعى الجماهيرى وتساعد على تشكيل وعي المواطنين.. فهذا ما تفعله أمريكا مثلا، فتلك الدولة العظمى التى تتلاعب بالجميع والتى يتخذها البعض حلما يتمنى الانتماء إليه..
شاهدوا أفلامها ومسلسلاتها فرغم إنها دولة عظمى ومتربعة على عرش جيوش العالم.. إلا أنها ترى أنها تحتاج من وقت إلى آخر لإنعاش الأذهان وشحذ همم الشعب الأمريكى وفرض مزيد من السيطرة وتوجيه النفوس للانتماء بإنتاج إفلام ومسلسلات ترسخ لهذه الفكرة وما سلسلة أفلام (رامبو) عنا ببعيدة.
اقرأ أيضا: "رمسيس الثاني" الملك العاشق
وأتساءل هل من العيب أن نحكى ونحكى عن أمجاد الماضى وانتصارات الحاضر، وآمال المستقبل!.. نحن نحتاج إلى أطفال وشباب ذوى نفوس قوية يستطعيون الدفاع عن أراضيهم ليس فى وقت الحرب فقط ولكن فى السلم أيضا.. نحتاج إلى أجيال عندما ترى علم بلادها يرفرف تقوم احتراما وإجلالا.
إلى كل أب وكل أم.. إلى كل مدرس وكل مدرسة.. إلى كل كاتب وصحفى إلى كل منتج سينما أو تليفزيون نحتاج الآن وليس غدا أن نقوى انتماء أولادنا وبناتنا.. نريد أن نسمع كلمات الفخر والإعجاب بالأعمال البطولية لرجال قواتنا المسلحة الذين يحاربون الإرهاب، كما نسمعها للاعبى الكرة.. أو الفنانين أو غيرهم من المشاهير.. رغم أن أبطال القوات المسلحة تقدم حياتها فداء للوطن ولا تنتظر مقابلا إلا من خالقها..
نحتاج أن نحب مصر بكل ما تحمله الكلمة من معان .. ووقتها سينهار الخونة والعملاء ولن تكون لهم أى قيمة..