للأبناء رأي آخر.. نزار قباني فتى أحلام النساء إلا ابنته
ناظر مدرسة العشق نزار قباني الذى علمنا أوفى معانى الحب وعشنا معه أجمل قصص الغرام، صاحب الأشعار الرقيقة والأفكار الجريئة الصادمة، ليحفر اسمه فى دفتر سجلات تاريخ الشعراء بشكل استثنائى، كان أيضا أبا استثنائيا فى حياته والتى ربما لا يعرف عنها الكثير.. ومع تزامن ذكرى رحيل نزار قبانى الـ22 مع اليوم نستعرض عالم نزار الخاص بكل ما يحمل من عادات وطقوس وعلاقاته بأبنائه.
تحكى زينب قباني ابنة الشاعر الراحل نزار قبانى فى أحد حوارتها أن أهم ما تعلمته من والدها هو الثقة بالنفس والقدرة على مواجهة أية مشكلة، فكان نزار حريصا على تعليمها هى وإخوتها كيف يفهمون الدنيا.. وكيف يعيشون الحياة بدون إحباط ويأس، مشيرة إلى أن نزار كان رجلا شرقيا ولكنه ديمقراطيا قائلة: "ثقته فينا جعلتنا نحرص دائما أن نكون عند حسن ظنه بنا أنا وإخوتى وبيننا لغة حوار وأسلوب ديمقراطى أمام أى موقف يواجهنا.. وهو كأب يكتفى بالنصيحة ولم يفرض رأيه علينا أبدا".
نزار قباني.. الشعر بعدك مستحيل (ملف خاص)
وتتذكر زينب قبانى موقفا لا تنساه عندما ضربها أبوها لأول مرة قائلة: "فقط عندما كان عمرى خمس سنوات، كنت مثل أية طفلة شقية وفى مرة سمعته يقول لى امشى من قدامى، فقلت له: أنت كمان امشي من قدامى فضربنى بالقلم.. وكانت أول وآخر مرة ضربنى فيها".
مضيفة أنها ترفض فى نزار الأب أشياء وتحب أشياء أخرى، وتتمرد على حبه أحيانا أخرى، تحتفظ فى قلبها بحبها الكبير له ولكنها تحتفظ أيضا فى عقلها باختلافها الكبير معه.. قائلة: "فى كثير من الأمور أسمع كلامه وأحيانا أتمرد على رأيه عندما أشعر أنه لا يتوافق مع ما أحس به".
وبصفتها مصصمة أزياء، أشارت ابنة نزار إلى أن والدها كان أنيقًا جدا، وعادة ما كان يستشيرها فى اختيار ملابسه قائلة: "كثيرا ما أختار له ملابسه وهو يحترم ذوقى ويثق فيه، مثلا بابا لا تليق عليه ألوان كثيرة مثل البنى والكريم والبيج، لأن عينيه زرقاوان فإذا ارتدى هذه الألوان ستضيع ملامح وجهه.. ولذلك فالأنسب له ألوان مثل الكحلى والرمادى والأحمر".
نزار قباني الفارس الذى عشقته ملايين النساء وتمنت أن تحظى بفارس مثله، كان لابنته زينب رأي آخر قائلة: "لا أريد أن تكون ملامح فارس أحلامى تشبه ملامح أبى، فبالنسبة لملامحه أُفضل أن يكون شريك حياتى شعره أسود وعيونه داكنة، إنما بابا فشعره أصفر وعيونه زرقاء.. أما على المستوى الشخصى فنزار قبانى بابا "قاسى" أحيانا لأنه كأى أب يريد الحفاظ على أولاده وهذا لا يعنى عكس ما نعرفه عنه فهو رقيق جدا وحساس وحنون جدا، ولكن هذه الحساسية والرقة عندما تتحول إلى خوف زائد تصبح عبئا ومشكلة، أحب فى بابا رقته، وأكره عصبيته، أعشق إحساسه، وأرفض خوفه، أحترم حبه، وأضيق بقلقه، أنبهر بحماسه وأهرب من توتره".
وتمر اليوم الذكرى الـ 22 على رحيل ناظر مدرسة العشق نزار قبانى، والذى رحل عن عالمنا فى 30 أبريل 1998.