رئيس التحرير
عصام كامل

حكم الشرع في الإفطار في رمضان لمن تقتضي وظيفتهم دوام السفر

حكم الشرع في الإفطار
حكم الشرع في الإفطار فى رمضان لمن تقتضى وظيفتهم دوام السفر

أعمل في إحدى الشركات الكبرى وتقتضي طبيعة عملي السفر أسبوعيا إلى عدد من المدن والمحافظات حتى في شهر رمضان، فهل يجوز قصر الصلاة والإفطار في رمضان لمن هم مثلي حيث تقتضي وظيفتهم دوام السفر؟

 

يجيب عن هذا السؤال فضيلة الشيخ عطية صقر الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر الشريف في الجزء الرابع "العبادات" من كتاب "أحسن الكلام في الفتاوى والأحكام" فيقول فضيلته:

فمن المعلوم أن قصر الصلاة رخصة للمسافر كما قال تعالى: (وإذا ضَرَبْتُمْ فِي الأرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةَ إنْ خِفْتُمْ أنْ يَفْتِنَكُمُ الذِينَ كَفَرُوا) (النساء : 101) وإن الإفطار رخصة للمسافر كما قال سبحانه: (وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أيَّامٍ أُخَرَ) (سورة البقرة : 185) كما روى أبو داود أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “إن الله وَضَعَ عن المسافر الصوم وشطْر الصلاة”. وذلك كله مع الشروط التي اشتَرَطَها الفقهاء لاستعمال هذه الرخصة.

 

حكم من أفطرت فى رمضان بسبب الولادة

 

والسفر قد يكون مؤقتا وقد يكون دائما، والسفر الدائم يطلق على معنيين، أولهما أن يكون معه أهله ولكنه كثير الأسفار، وثانيهما أن تكون مهنته هى السفر كسائقي القِطارات والطيّارين والبحارين.

والسفر المؤقت يرخص في القصر والفطر.

 

أما مديم السفر الذي معه أهله وكل حاجاته فهو كالمقيم لا يجوز له قصر الصلاة ولا الفطر في رمضان، اللهم إلا إذا كان الصيام يضره فله الفطر وقد يجب إذا كان الضرر بالغا يؤدي إلى هلاك النفس.

حكم الشرع فيمن أخذ حقنة طبية تحت الجلد أو الوريد وهو صائم

 

جاء في “المغني لابن قدامة” ج 2 ص 14″ في فقه الحنابلة أن الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل ـ يسأل عن الملاح أيقصر ويفطر في السفينة؟ فقال: أما إذا كانت السفينة بيته فإنه يتم ويصوم. قيل له: وكيف تكون بيته؟ قال: لا يكون له بيت غيرها، معه فيها أهله، وهو فيها مقيم، وهذا قول عطاء.

 

وجاء في شرح الشرقاوي على التحريم “ج 1 ص 441” في فقه الشافعية أنه لا يباح الفطر لمديم السفر، لأنه يؤدي إلى إسقاط الوجوب كلية، إلا أن يقصد القضاء في أيام أخر في سفره.

أما الذي يسافر كثيرا بحكم عمله، وليس معه أهله فله قصر الصلاة والفطر، لأنه ستكون له أيام يقيم فيها فيقضى الصيام هذا، والقصر عزيمة عند الحنفية، ومن أتم لا يجوز له الجمع.

 

حكم الشرع فى بلع البلغم أثناء الصيام

 

وذلك طبقا لما جاء فى المجلد الثامن من موسوعة "الفتاوى الإسلامية من دار الافتاء المصرية" -فتاوى الشيخ جاد الحق على جاد الحق شيخ الجامع الأزهر حيث يقول:

ان فقهاء المذاهب الثلاثة عدا الحنابلة يرون إباحة الفطر للمسافر بشرط مسافة القصر لا تقل عن 80 كيلومتر والشروع فى السفر قبل طلوع الفجر، وأنه يندب له الصوم إن لم يشق عليه فإن شق عليه كان الفطر أفضل.

ويرى الحنابلة أنه يسن للمسافر الفطر ويكره له الصوم ولو لم يجد مشقة لقول النبى صلى الله عليه وسلم : { ليس من البر الصيام فى السفر} .

 

الجريدة الرسمية