كشفت عن وجهها الحقيقي.. أزمة كورونا تعيد شعبية ميركل داخليا وخارجيا
بعد أن اعتقد الكثيرون أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "انتهت سياسياً" منذ وقت طويل جاءت أزمة فيروس كورونا المستجد لتعيد إليها شعبيتها من جديد سواء في ألمانيا أو على الساحة الدولية.
منذ سنوات يدعي المحللون السياسيون أن المستشارة أنجيلا ميركل باتت أيامها معدودة بعد النتائج الضعيفة لحزبها المسيحي الديمقراطي في الانتخابات ، وبعد إعلانها ايضاً الانسحاب من رئاسة الحزب في 2018.
ميركل وأزمة كورونا
ظهرت ميركل منذ بداية أزمة فيروس كورونا بشخصيتها الحقيقيه ، وهي الشخصية التي تجمع بين ميركل السياسية وميركل العالمة ، ميركل التي تتحدث عن الدلائل العلمية والاحتمالات ، وتهتم بمراجعة التفاصيل وتترقب المستقبل بنظرة تحليلية.
وفي حالة عدم ظهور كورونا كانت انتخابات خليفة أنجريت كرامب كارنباور، على رئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي ستتم خلال هذه الأيام ، وكان المحللون يرجحون هزيمة ميركل ، إلا أن هذه الانتخابات تم تأجيلها لشهر ديسمبر المقبل ، وستتولى ميركل في يوليو من العام الجاري منصب رئاسة الاتحاد الأوروبي ايضاً لمدة ستة أشهر ، بحسب شبكة «DW»
وتعتبر ألمانيا باستثناء الدول الأوروبية التي حولها ، هي البلد صاحبة السيناريو الأفضل والأكثر لفتًا للأنظار في إدارة أزمة كورونا منذ اليوم الأول حتى الآن.
إذ ظهرت ميركل بشكل مباشر وغير معهود منذ اللحظة الأولى محذرة من أن 70% من الألمان سوف يصابون بفيروس كورونا المستجد ، ومشيرة إلي أن ذلك هو التحدي الأكبر الذي يواجه البلاد منذ عام 1945.
كما طبقت ألمانيا إجراءات وقائية مبكرة جعلتها حتى الآن من أكثر الدول الأوروبية ذات الأرقام المنخفضة ، بالأضافة إلي إمتلاكها نظام صحي متكامل والذي ساعدها علي تحقيق أفضل نسب شفاء في العالم ، إذ سجلت حوالي 161 ألف إصابة بكورونا و 6399 حالة ، وشفاء 120 ألف و400 مصاب بالفيروس.
الأولى أوروبيًّا بحالات الشفاء.. سر انخفاض عدد المتوفين بكورونا في برلين
إشادة دولية
أشارت شبكة «CNN» الأمريكية في مقال لها بعنوان "ما يمكن أن يتعلمه ترامب من أنجيلا ميركل حول التعامل مع كورونا" ، إلي أسلوب ميركل في القيادة وقدرتها على لم الشمل وتوحيد المانيا بالكامل خلف الحكومة اثناء قيادة المعركة مع فيروس كورونا ، وهو بالتأكيد مالم ينجح فيه الرئيس ترامب حتى الآن.
وفي نيوزيلاندا نشرت صحيفة "نيوزيلاند هارالد" في مارس موضوعاً بعنوان: "القيادة الالمانية تتألق في الأزمة رغم تراجع سلطتها" ، و في أفريقيا والدول العربية تتعالى الأصوات المادحة أيضاً على وسائل التواصل الاجتماعي مثل تويتر.
أما في أمريكا الجنوبية فقد انتشر تعليق في صحيفة "كلارين" ، وهي من أكثر الصحف قراءة في الأرجنتين ، ليعبر عن رؤية الإعلام لسلوك القادة السياسيين في هذه المنطقة خلال أزمة كورونا ، وكتب المعلق ريكاردو روا عن ميركل ، السيدة الحاصلة على درجة الدكتوراه في الفيزياء ، ابنة القس اللوثري ومعلمة اللغة اللاتينية ابنة الخامسة والستين عاماً ، التي ترعرعت في ألمانيا الشرقية ومازالت حتى بعد 15 عاماً على رأس السلطة ، تتصرف مثل عوام الناس".