الأولى أوروبيًّا بحالات الشفاء.. سر انخفاض عدد المتوفين بكورونا في برلين
بعد أن سجلت ألمانيا إجمالي إصابات بفيروس كورونا المستجد كوفيد-19 بـ 128 ألفًا و206 حالات وشفاء أكثر من 64 ألف مصاب بالعدوى تساءل العديد من المراقبين والمحللين عن سبب ارتفاع نسب الشفاء في برلين عن باقي الدول الأوروبية.
وتعتبر ألمانيا أول دولة أوروبية منذ انتشار الوباء يتخطى فيها عدد المتعافين إجمالي المصابين بكورونا حيث إن ألمانيا سجلت إصابة 128 ألفًا و206 أشخاص تعافى 64.800 منهم وتوفي 3043 ، ما يعني أن إجمالي عدد المصابين هو 60 ألفًا و865.
وبحسب ما نشرت صحيفة “ذا فاينينشال تايمز” فهناك سبب رئيسي في انخفاض عدد الوفيات وارتفاع معدلات التعافي بألمانيا وهو "النظام الصحي الألماني".
العناية المركزة
قبل ظهور فيروس كورونا المستجد بسنوات ، انتقد بعض السياسيين والاقتصاديين الصحيين في ألمانيا ، وجود عدد كبير جدًا من المستشفيات في البلاد ، لكنه لم يكن بخاطرهم أن تتسبب هذه الزيادة في إنقاذ حياة الآلاف من المواطنين.
في بداية الوباء كانت تمتلك ألمانيا 28 ألف سرير للعناية المركزة ، وهو أكثر من معظم ما تمتلكه الدول الأوروبية المجاورة لها ، ومؤخرًا وبعد تفشي الوباء تم رفع العدد إلى 40 ألف سرير في إطار الاستعداد لأي تدفق كبير ومحتمل من المرضى المصابين بالفيروس التاجي الجديد.
كما تمتلك ألمانيا أكثر من 497 ألف سرير رعاية عامة في مستشفياتها ، مقارنة بالمملكة المتحدة البريطانية والتي تمتلك 101 ألف و255 سريرًا أي أقل بنسبة 44%.
وقال رئيس الرابطة الألمانية متعددة التخصصات للعناية المركزة وطب الطوارئ آوي يانسنز: "على عكس إسبانيا وفرنسا وإيطاليا لدينا كثافة عالية جدًا من المستشفيات وأسر العناية المركزة ، لقد ظهر ذلك كميزة كبيرة في هذه الأزمة".
وتمتلك ألمانيا ضعف ما تمتلكه إنجلترا في نظامها الصحي بشكل عام من أسر للرعاية المركزة ، بالإضافة إلى مضاعفتها من مخزونها من أجهزة التنفس حيث طلبت شراء 10 آلاف جهاز في منتصف شهر مارس الماضي لإضافتها إلى أجهزتها الحالية والبالغ عددها 20 ألفًا.
ألمانيا تدرس تخفيف القيود مع تراجع معدلات الإصابة بكورونا
الاختبارات المبكرة
تجري ألمانيا ما يقرب من الـ 100 ألف اختبار يوميًا للكشف عن المصابين بالفيروس التاجي الجديد.
وسمح الاستخدام الواسع لاختبارات الفيروس في المراحل المبكرة من الوباء والتي غطت جميع الأشخاص الذين يعانون من أعراض خفيفة ، للسلطات برصد المصابين ووضعهم بالحجر الصحي وعزل ومراقبة أولئك المخالطين لهم.
وأشار الخبراء إلى أن الاختبارات المكثفة كانت أحد أسباب انخفاض الوفيات في برلين حيث سجلت ألمانيا 128 ألفًا و208 حالات إصابة مؤكدة بالفيروس التاجي الجديد ، توفي منهم 3043 ما يعني أن نسبة الوفاة تقدر بحوالي 2% مقارنةً بـ 13% في إيطاليا و10% بإسبانيا.
التشجيع المادي
وجهت الحكومة الألمانية الشهر الماضي المستشفيات إلى تأجيل جميع الإجراءات الروتينية والجراحة الاختيارية ووعدتهم بتعويض سخي عن أي دخل مادي مفقود.
ووعدت الحكومة الألمانية بحصول المستشفيات على 560 يورو يوميًا لكل سرير يحتفظون به شاغرًا لمريض محتمل بفيروس كورونا و50 ألف يورو يوميًا مقابل كل سرير إضافي للعناية المركزة ، ومنذ ذلك الحين تم تخفيض معدلات الإشغال في وحدات العناية المركزة الألمانية من 75-80 % إلى 50 %.