نداء إلى وزير الإعلام السعودي
قال السيد ماجد القصبي وزير الإعلام السعودي في أوائل أيام شغله لمنصب وزير الإعلام بالمملكة العربية السعودية إن أداء الإعلام لا يعبر عن تطلعات الجماهير، وأن الوطن يمتلك من المقومات ما يفرض علينا أن يكون إعلامنا قادر على التعبير عنه والوصول به إلى آفاق أبعد.
وقبل أن يدلي الوزير السعودي بتصريحاته تلك كان قد اجتمع بقيادات وزارته وحثهم على ضرورة أن يكون الأداء مواكبا لتطلعات وطموحات الناس، وبالطبع يدرك الوزير كما ندرك أن الاعلام هو من أهم أدوات التثقيف والتنوير والترفيه، وفق قيم المجتمع الذي يعبر عنه، فما يعتبر تعبيرا عن الحرية في بلاد ما، قد يكون على عكس ذلك في بلادنا وهو ما نسميه بإطار الهوية الحاكم للأداء الإعلامى أو قيم النشر والعرض والإذاعة.
اقرأ ايضا: الأقنعة في عصر الإنسان الافتراضي
وقد تعلمنا أن انفرادا صحفيا أو إعلاميا قد يمثل كارثة إذا ما خرج من دائرة معرفة القائم بالاتصال إلى دائرة الجماهير، وكلنا نذكر أيام خلت من الفوضى عندما بثت وسائل الإعلام الاجتماعي في مصر تعليقا على الفيس بوك يقول "يتحرك رتل عسكرى الآن على طريق سيناء" وهو ما يمثل في عرف الصحفى المتمرس جريمة إخبار العدو بتحركات عسكرية من شأنها التضحية بجنودنا في معركة الإرهاب الأسود.
وعودة إلى الوزير السعودى الذي عبر في كلمات وجيزة عن تطلعاته شخصيا فيما يمكن أن يقوم به الإعلام تجاه الوطن والشعب لنقول له يا سيادة الوزير: هل شاهدت حلقة واحدة من حلقات "رامز مجنون رسمي"؟ وهل يعبر مثل هذا النوع من البرامج عن قيمنا العربية، وهل يؤدى إلى نتائج إيجابية على النشء، وهل يجوز أن تقدم قناة سعودية لها تاريخ كبير لا ينكره إلا جاحد مثل هذه النوعية التي تمثل خطرا حقيقيا على وعي الجماهير؟
اقرأ ايضا: تجميد مبادرة البنك المركزى
أظن وبعض الظن إثم وبعضه على غير ذلك إنكم تتفقون معنا على أن مثل هذا النوع من البرامج الهدامة خطر كبير ولا يليق بقناة تنطلق من مجموعة قيمية عربية أو إنسانية أصيلة أن تضع نفسها في هذا الموضع من المواجهة مع قيم تعارفت الإنسانية عليها.
لا موضوع البرنامج ذو قيمة ولا مقدمه ذو شأن ولا هدفه يخدم ما نسعى إليه من دور حقيقي للإعلام المسئول أمام أمته وما تتعرض له من حروب يعرفها القاصي والداني، وأظن أيضا أن قرارا شافيا بإغلاق هذا الملف من قبلكم سيضيف إلى رصيدكم الوطنى الكثير، ويريح شعبا يصرخ من هول ما يتعرض له من نهش لقيمه وتقاليده وإنسانيته.