بين الكفر والإيمان كلمة
بين الحق والباطل كلمة وبين الكفر والإيمان كلمة.. وبين السعادة والشقاء كلمة.. ولا شك أن أعظم كلمة هى كلمة التوحيد فهي الركن الركين في أركان الإسلام الخمس ، وهي الأساس الأول في الإيمان فهي الأصل في العقيدة..
يقول الله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}.. ويقول عز وجل: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}..
وفي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم وعلى آله: بني الإسلام على خمس.. شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن إستطاع إليه سبيلا..
اقرأ أيضا: بل أحياء عند ربهم يرزقون
وهى أعلا الشعب الإيمانية والأصل في الإيمان وقد جاء في هدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله أنه قال: “الإيمان بضع وستون شعبة.. وفي رواية بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطرق والحياء شعبة من شعب الإيمان” صدق صلى الله عليه وسلم..
عزيزي القارئ عندما ننظر إلى هذا الحديث نلاحظ أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله أشار إلى ثلاث شعب إيمانية تندرج بينهم سائر الشعب الإيمانية وهي.. كلمة لا إله إلا الله وإلى أدنى الشعب الإيمانية وهي إماطة الأذى عن الطريق ثم خص صلى الله عليه وسلم شعبة الحياء بالذكر وكأنها هي الرابط بين سائر الشعب..
رأس الشعب الإيمانية كلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله لأنها الأساس والأصل في الإيمان وهي الكلمة الفاصلة بين الإيمان والكفر وبين الجنة والنار وفي فضلها يقول صلى الله عليه وسلم.. أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله.. ويقول عليه الصلاة والسلام: “من قال لا إله إلا الله دخل الجنة”.. وفي رواية قال: “من قال لا إله إلا الله دخل الجنة. فقال الصحابي الجليل سيدنا أبو ذر الغفاري رضي الله عنه.. حتى وإن زنى وسرق يارسول الله.. فقال صلى الله عليه وسلم.. حتى وإن زنى وإن سرق.. فأعاد أبو ذر السؤال.. فأجابه صلى الله عليه وسلم بنفس الإجابة. فأعاد أبو ذر سؤاله للمرة الثالثة.. فأجابه صلى الله عليه وسلم قائلا: دخل الجنة رغم أنف أبي ذر”..
اقرأ أيضا: من شروط وآداب الدعاء
وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم: “أكثروا من لا إله إلا الله فإنها تهدم الذنوب هدما”.. وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم وعلى آله.. لو وضعت لا إله إلا الله في كفة والسموات السبع والأراضين السبع بما فيهن في كفة أرجح بهن لا إله إلا الله..
وقد جاء في الأثر أن سيدنا موسى عليه السلام سأل المولى عز وجل قال.. ربي علمني شيئا أذكرك به .. فأوحى إليه سبحانه.. يا موسى عليك بلا إله إلا الله.. فقال عليه السلام: يارب كل مؤمن يقولها خصني بشئ.. فأوحى إليه سبحانه.. يا موسى لوضعت السموات السبع والأراضين السبع في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة لرجحت بهن لا إله إلا الله..
وعن رب العزة سبحانه وتعالى في الحديث القدسي يقول عز وجل: “إن جاءني عبدي يوم القيامة بذنوب ما بين السماء والأرض.. أي تملأ ما بين السماء والأرض.. وهو لا يشرك بي أحدا آتيته قرابها مغفرة.. أي ما يعادلها ويوازيها”.. ويقول عز وجل: “لا إله إلا الله حصني ومن دخل حصني أمن عذابي”..
وعنه صلى الله عليه وسلم وعلى آله أنه قال: من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة.. وفي الختام اللهم أحيينا وأمتنا وابعثنا على كلمة الحق والتوحيد على كلمة لا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله..