كيف تغتنم رمضان في تصحيح عاداتك الغذائية الخاطئة؟.. باحثة تغذية تجيب
يتخلل عاداتنا الغذائية الكثير من السلوكيات الخاطئة سواء فى كمية أو نوع أو طريقة إعداد وتناول الأطعمة وأيضا اختيار أوقات الطعام وتلك السلوكيات الغذائية الخاطئة أدت إلى انتشار البدانة والكثير من الأمراض التى أثرت بشكل سلبى على الأشخاص بصفة خاصة وخزانة الدولة بصفة عامة.
وأشارت الدكتورة هاجر فريد الباحثة بقسم التغذية بالمركز القومي للبحوث إلى أنه من يريد البدء فى التدريب على النمط الغذائى الصحى أو تعديل طريقة غذائه عليه انتهاز فرصة شهر رمضان طبقا للمقولة المشهورة “صوموا تصحوا” إذ إن الإنسان يستطيع خلال الثلاثين يوما فى هذا الشهر الكريم كسر الارتباط النفسى بالطعام عن طريق الصيام طوال النهار لفترات تصل إلى 16 ساعة فى بعض الأحيان.
وأضافت هاجر فريد أن الدراسات أثبتت أهمية تجويع الجسد لتنظيفه من الخلايا الضارة سواء أكانت سرطانية أو جرثومية كالفيروسات والبكتريا الضارة فى ظاهرة تسمى بالالتهام الذاتى.
ولفتت إلى أنه بالنسبة للجهاز الهضمى فيقل إفراز العصارة المعدية أثناء الصيام وبذلك يرتاح الكثير ممن يعانون من حموضة المعدة الزائدة وتهدأ حركة الأمعاء والقولون كما يرتاح البنكرياس أيضا من إفراز الأنسولين أثناء الصيام نهارا وكلما قلت كميات السكر المتناولة بعد الإفطار كلما كان الإنسولين الذى يفرزه البنكرياس أكثر حساسية ويكون مستوى السكر فى الدم فى المعدلات الطبيعية.
وقالت إن الكبد ينشط أثناء الصيام حيث يقوم باستخدام الشحوم المخزونة ليستفيد منها الجسم فى توليد الطاقة.
وأضافت: أما بالنسبة للقلب والجهاز الدورى الذى لا يتوقف عن العمل منذ تكوين الجنين فى بطن أمه وحتى قبيل وفاته فإن للصيام وخلو الجهاز الهضمى من الأكل وبالتالى توقف عمليات الهضم أثر كبير على تخفيف المجهود عليهم.
وأكدت أنه من النادر حدوث السكتات الدماغية أثناء الصيام حيث يتم استهلاك الشحوم المخزونة في الجسم فينخفض الكوليسترول فى الدم والذى يعتبر المسئول عن السكتات الدماغية.
وقالت إن انخفاض الكولسترول أيضا يقلل من خطر الإصابة بتصلب الشرايين والجلطات وارتفاع ضغط الدم.
وأوضحت الباحثة بالقومي للبحوث أن للتقليل من تناول اللحوم الحمراء والمنبهات أثناء الصيام أثر في تخفيف آلام المفاصل الناتجة عن ترسيب حمض البوليك فيها.
وتقول الدكتورة هاجر فريد: عن طريق الصيام يمكن أن نحول نظرتنا للطعام من مجرد شهوة إلى ضرورة للحياة، فلا نأكل إلا إذا شعرنا بالجوع تطبيقا لحديث رسولنا الكريم (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع) وهذا يتطلب منا الإرادة التى هى جوهر النجاح فى التغيير.
وأضافت أن كل شيء حولنا قابل للتغيير ففصول السنة تتغير وأجسامنا وملامحنا تتغير والصيام فى رمضان محفز قوى لتغيير سلوكيات غذائنا الخاطئة والتحكم فى النفس وقيادة الذات.
اقرأ أيضا:
نظام غذائي للمرضعات الصائمات في رمضان
وأشارت إلى أن لكل شهوة متعة فلو لم يكن لدى الإنسان عزيمة على ترك شهوة الطعام لأصبحت متعته الأكلات ذات الروائح الفواحة والمقليات والمحمرات وطواجن الفرن والحلويات وغيرها مما يدخل إلى الجسم سعرات حرارية زائدة عن الحاجة.
وأضافت أن متعة الطعام تنتهى بانتهاء الوجبة ويبقى ألم الانتفاخ وضيق التنفس وزيادة الوزن الذى يؤدى إلى ثقل الحركة والكثير من الأمراض فى المستقبل كمرض السكر والضغط والقلب والكبد والكلى والتهاب المفاصل والسرطانات.
واختتمت بأنه يمكن جعل رمضان فرصة لتثبيت قدمك على بداية الطريق لتصحيح عاداتك الغذائية لتنعم برضا الله حيث إن الامتثال لأوامره بالاعتدال وعدم الإسراف فى الأكل يساعدنا على المحافظة على الجسم الرشيق والصحى الخالي من الأمراض.