رئيس التحرير
عصام كامل

قصة طبيب قضى 4 أسابيع دون إجازة في مستشفى العزل بإسنا | صور

فيتو

صافرة الإسعاف تنطلق يجري شاب عشريني العمر مهرولا إلى سيارة الإسعاف مرتدياً الملابس الواقية وعلة وجهه الـ”فيس شيلد” وبيده القفازات الطبية ومعه ممرض يُنزل المصابين من سيارة الإسعاف يقف إلى ورائهم لتهدئتهم وبث روح السكينة في قلوبهم، فأغلب المصابين وهم قادمون يعتقدون بأن النهاية اقتربت وسيكتب سطرها الأخير في مستشفى العزل، ولكنهم لايعلمون أن هناك ملائكة على الأرض تنتظرهم وتبعث في قلوبهم روحا جديدا وتساعدهم على اجتياز محنة البلاء وتعبر بهم بر الأمان.. إنهم جنود الجيش الأبيض في مستشفى العزل بإسنا.

الطبيب عبد الرحمن خيري، أصغر طبيب في مستشفى العزل بإسنا وطبيب الطوارئ الوحيد الذي استمر عمله طوال أربعة أسابيع متواصلين لندرة التخصص، يكشف لفيتو تفاصيل رحلته مع علاج المصابين بالفيروس.

تطوعت لأجل بلادنا

بتلك الجملة بدأ الدكتور عبد الرحمن خيري، حديثه قائلا: "إنني تطوعت في وزارة الصحة بعد أن تقدمت بطلب إليهم للعمل كمتطوع بمستشفى العزل بإسنا وذلك بعد أن وجدت أن مصرنا الغالية في حاجة إلى التكاتف وتوحيد الصفوف، وسوف أستمر في عملي حتى زوال تلك الغمة".

وأشار إلى أن الجميع هنا في مستشفى العزل بأسنا يعمل كخلية نحل طوال الـ24 ساعة دون توقف، ومنذ استقبال الحالات الأولى للمستشفى وجدت أن الحالة التي تجمع روح كل أطباء المستشفى هي حب الوطن والحرص على سلامة جميع المرضى.

صافرة الإسعاف

وأكد الدكتور عبد الرحمن أنه بمجرد سماع صافرة الإسعاف وعلمنا بوجود مصاب بالسيارة نبدأ في الاستعداد ونرتدي الملابس الواقية التي يصعب وصفها في الحقيقة قائلا: "ملابس الواقي كأنك داخل ميكرويف، وذلك لارتفاع درجة حرارتها وخاصة أننا مقبلين على فصل الصيف".

لافتا إلى أنه ممنوع تشغيل المراوح أو المكيفيات المركزية خوفا من انتشار العدوى ولذا علينا العمل بتلك الملابس بدون أي كلل أو ملل من حرارة تلك الملابس وفي نفس الوقت نبث روح الطمأنينة والأمل في نفوس الداخل إلى العزل.

وأشار إلى أن أغلب الحالات التي تأتي حالاتها النفسية إلى حد كبير غير مطمئنة ولذا أول شيء علينا هو عمل أجواء مريحة لهم حتى تساعدهم في اجتياز تلك المحنة خاصة أن الفترة الأخيرة مع الأسف وجدنا أسرا كاملة تأتي يعني "أب وأم وأبنائهم" وهذا بالطبع أمر صعب جدا ولذا نحن نطالب الجميع بالالتزام خلال الفترة الحالية لمنع نشر الفيروس.

12 طبيبا بمستشفى سوهاج يشاركون في علاج مصابي كورونا بـ"عزل إسنا"

أصعب اللحظات

وعن ذلك قال الدكتور عبد الرحمن خيري، إنها كثيرة مع الحالات التي جاءت إلى العزل ولكن كانت هناك حالتان هما واحدة لسيدة توقفت عضلة القلب وكان لا بد من إنعاش العضلة حتى لا تتوفي ولم يكن هناك ماسك واقٍ وسوف ننتظر لحظات حتى يأتي الماسك ووجدت نفسي أتعامل لانقاذ حياتها والحمد لله أن هذا الأمر نجح وكان بالنسبة لي هو الأهم، وهذا كان من أخطر وأصعب اللحظات فعدم التعامل بدون ماسك قد يعرضني للإصابة بالفيروس وتأخير ولو لحظات قد يفقدنا المريضة.

وتابع: الحالة الأخرى كانت عندما فارقنا الدكتور جبريل يوسف طبيب العيون المعروف عنه أنه طبيب الغلابة متأثرا بالفيروس، وهذه الحالات من أصعب المواقف التي نتأثر فيها كثيرا نفرح عندما يتعافى المصابين وقمة الحزن عن تدهور أو فقدان الحالة. 

رسالة أخيرة

وبعث الدكتور عبد الرحمن خيري، برسالة أخيرة إلى جموع الشعب المصري مطالبا إياهم بعدم التجمعات قائلا: ”للأسف عند خروجي من مستشفى العزل بعد مضي العمل وجدت كارثة كبيرة في أعداد التجمعات في الشوارع، وهذا الأمر سوف يتسبب في زيادة الأعداد بشكل كبير خلال الفترة المقبلة وهذا ما نريده”.

وطالب بضرورة المكوث في المنزل وعدم النزول الي الشوارع، خاصة أن هذا الأمر يعرض حياتكم وحياة أسركم للخطر وخاصة أننا وجدنا أسرا كاملة في العزل كانت تأتي إلينا.. أرجوكم الزموا بيوتكم هذه الفترة.

الجريدة الرسمية