دولة بدون وريث.. ماذا سيحدث إذا مات زعيم كوريا الشمالية؟
النظام الكوري الشمالي يعتبر نظاما غامضا نظرًا لاعتماده على الاكتفاء الذاتي الذي أدى عملياً إلى عُزلَةٍ جعلت من الصعب جدًا الحصول على معلومات موثوقة، لذلك وسط الشائعات التي تدور حول وفاة الزعيم الكوري الشمالي لم يتمكن أحد من التحري من صحة تلك المعلومات، لكن على الرغم من ذلك باتت التساؤلات حول ماذا يحدث لكوريا الشمالية حال التأكد من وفاة زعيمها؟
أمراض وراثية
وكانت التساؤلات قد زادت بعد أن أكدت شبكة "CNN" بعد اللجوء إلى مصادرها الخاصة، أن أجهزة المخابرات الأمريكية تراقب الأوضاع، ووفقًا لتلك المقالة قد تكون حياة كيم "في خطر شديد" بعد العملية، لكن يجب أن نتذكر أن الشائعات التي لا أساس لها حول أمراض قادة كوريا الشمالية كانت ثابتة منذ إنشاء جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية في عام 1948. وخلال سنوات، قيل إن كيم إيل سونج كان يعاني من ورم في المخ بسبب كتلة غريبة في رأسه، والذي كان في الواقع بسبب سوء التغذية أثناء طفولته.
في عام 2014، أخفى كيم يونج أون نفسه لمدة شهر ونصف ليعاود الظهور، مع عدم تقديم أي توضيح على الإطلاق عن الحالة التي عانى منها (يعتقد بعض الخبراء أنه ربما عانى من هجمات النقرس المكثفة، على الرغم من أن المخابرات الكورية الجنوبية نسبت هذا إلى كيس دهني في قدم).
مع ذلك، يبدو أن مشاكل القلب تحدث في الأسرة، فقد توفي والده، كيم يونج إيل، بنوبة قلبية في عام 2011.
رئيس دون وريث
كوريا الشمالية لم يكن لديها قط رئيس لا ينتمي إلى فرع الذكور من عائلة كيم. نظرًا لأن كيم ليس لديه وريث من أبنائه ذكور، وحتى إن حدث غير المتوقع وهو أن يوافق فيه المجتمع الكوري الشمالي المحافظ على أن تقوده امرأة، فابنته الوحيدة، كيم جو إيه، تبلغ 7 سنوات فقط، وإذا كانت أي قوة أجنبية تأمل أن تكون قادرة على لعب خدعة لأخيه غير الشقيق كيم يونج نام، وهو الخيار الواقعي الوحيد نسبيًا في تعاقب الأسرة، فقد تحطمت آمالهم بسبب تسممه الشنيع في مطار كوالالمبور.
ونظرًا لأن اختفاء الزعيم الكوري الشمالي لم يكن المرة الأولى دعونا نتطلع على التقرير الذي أعده مجلس الولايات المتحدة للعلاقات الخارجية (CFR) عام 2009 خلال تدهور صحة كيم آنذاك بشأن الاستعدادات لتغيير مفاجئ في كوريا الشمالية.
اعتماد النموذج الصيني
ومن بين السيناريوهات التي رسمها ما يلي: نجاح الخلافة (خيار آخر تم مناقشته من قبل بعض العناصر الرئيسية للنظام وولَّد صراعًا على السلطة وانتهى بالفشل. وسيظهر اليوم نفس الأوضاع التي كانت في السابق.
ويعتقد بول ر.جريجوري، الباحث في معهد هوفر، وهو أحد الأكاديميين الذين فكروا علنًا فيما سيحدث في كوريا الشمالية بعد كيم، أن السيناريو الأكثر ترجيحًا هو نوع من القيادة تشترك فيها قيادة حزب العمال من كوريا، ربما برئاسة "الأبرز من بين أقرانه"، على غرار الجارة الصين.
وقال جريجوري: "تُظهر أوجه التشابه التاريخية مع اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية والصين، إلى أن كيم سيخلُفُه شكل أخف من الحكومة الجماعية، ويُظهر سلوك الدوائر المحيطة بالسلطة السوفيتية والصينية بعد وفاة ستالين وماو أن تغيير النظام في كوريا الشمالية لن يمكّن زعيمًا أسوأ، ولكنه سيشرع في التحرك نحو قيادة جماعية أقل عداءً".
سيكون فراغٌ في السلطة سيناريو خطيرًا للغاية بالنسبة لكوريا الشمالية، لذلك فإن النتيجة الأكثر احتمالية هي أن كبار المسؤولين في النظام يحاولون التصرف بسرعة لتولي زمام الأمور.
حقيقة مغادرة رئيس كوريا الشمالية إلى مكان مجهول
مُنافسة طويلة وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق قد يؤدي هذا إلى إغراء بعض الأفراد أو الفصائل للاستيلاء على السلطة، مما يؤدي إلى قتال محتمل وربما عنيف من أجل القيادة.
ومن المستحيل التكهن بما قد تكون عليه النتيجة، وما هو الاتجاه الذي قد تتخذه كوريا الشمالية وفقًا لذلك، لكن مُنافسة طويلة وربما عنيفة على السيادة في بيونج يانج ستخلق بلا شك توتراً هائلاً في بقية البلاد، نظرًا للمستوى الذي يتم فيه التحكم بالدولة من المركز".