قاتل عابر للحدود.. حكاية زعيم مافيا تركية حليف لأردوغان
بموجب قانون "العفو" الذي أقره البرلمان التركي استخدم رئيس البلاد رجب طيب أردوغان بدون استحياء سلطاته المطلقة لإطلاق سراح زعماء المافيا التركية وبلطجية السجون لاستخدامهم ضد معارضيه .
وكان لهذا القرار الذي استخدمه أردوغان دور كبير في إثارة غضب واستياء المعارضة التركية حتي أنهم وصفوه بـ"معدوم الضمير" نظرًا لمخالفته بنود قرار "العفو" والإفراج عن الجماعات الأخطر إرهابًا وفي الوقت ذاته ترك الكثير من الصحفيين والنشطاء والسياسيين المعارضين وغيرهم معتقلين في السجون التركية ، بزعم أن العديد منهم سجنوا بتهم تتعلق بالإرهاب.
اقرا ايضا:
أردوغان يطلق سراح زعيم المافيا بـ"عفو كورونا" المثير للجدل
ومن بين الشخصيات الذين أفرج عنهم الرئيس التركي من سجن "سينجان" بأنقرة بزعم استخدام قانون "تعديل الأحكام" للتخفيف من كثافة السجون وسط تفشي فيروس كورونا المستجد والمعروف علميًا باسم "كوفيد 19” زعيم المافيا التركي علاء الدين جاكيجي ، المتهم في ارتكاب جرائم منظمة في حق الشعب والمجتمع التركيين منها: التحريض على القتل وغسل الأموال وقيادة جماعة إجرامية غير قانونيه وذلك بعد أن كان محكومًا علية بالسجن 16 عاما، ليس ذلك فحسب بل السماح له بالخروج من السجن في موكب مهيب يشبه مواكب حركة الملوك والأمراء.
وزادت حدة الغضب من الرئيس التركي بالإفراج غير العادل لزعيم المافيا التركي بعد أن وجه جاكيجي الشكر إلي أردوغان بسبب استجابته وتنفيذه قرار العفو الذي طالب به منذ ما يقرب من عامين رئيس حزب «الحركة القومية» الموالي لأردوغان، دولت بهتشالي ، مستغلًا في ذلك أزمة كورونا.
وولد علاء الدين في 20 يناير 1953 ، في مقاطعة " أرسين" بتركيا، ومن ثم عاش حياه مليئة بالجرائم والقتل وكان عضو سابق في منظمة " Gray Wolves " القومية المتطرفة ، إضافة الي أنه واحد من الرائدين في عالم الجريمة وذلك بعد أن أصبح رئيسًا للمافيا التركية.
وتزوج زعيم المافيا التركي للمرة الثانية عام 1991 من " Nuriye Uğur Kılıç " ابنة "Dündar Kılıç " أحد أشهر رؤساء العصابات التركية الذي انضما للعمل معًا وتشاركا في العديد من الجرائم.
كما ساهم في جرائم اغتيال وزراء سابقين وسياسيين وأثرياء، ليس ذلك فحسب بل كانت له علاقات وثيقة مع ديفليت باهشيلي ، رئيس الحزب السياسي اليميني المتطرف، حليف أردوغان، الذي زاره في السجن وطالب في عام 2018 بالعفو العام عن بعض السجناء من بينهم علاء الدين جاكيجي لكن الحكومة التركية رفضت الطلب في ذلك الوقت.
في عام 1992 استخدم جاكيجي جواز سفر دبلوماسي مزور باسم نديم كانير وهرب للخارج، وأقام عدة جولات في بلجيكا ، الولايات المتحدة الأمريكية، إيطاليا ، جنوب أفريقيا ، فرنسا ، البرازيل ، سنغافورة و اليابان وتسبب في مقتل 41 شخصا، قبل أن تتمكن الشرطة الفرنسية من اعتقاله عام 1998 في فندق بمدينة "نيس" مع حارسة الشخصي مراد جولر وأسلي فتوس.
وبعد 16 شهرًا من السجن في فرنسا ، أعيد إلى تركيا في 14 ديسمبر 1999 لكن بسبب خلافاته مع عصابه منافسة داخل السجن تم نقله لسجن أخر في "قوجا".
وفي ديسمبر 2002 أطلق سراحه مع عدم السماح له بمغادرة تركيا، لكنه تمكن من الفرار إلى اليونان عن طريق البحر ليزور بعددها عدة دول قبل أن يلقي القبض عليه مرة أخري في النمسا في يوليو 2004 حاملًا جواز سفر أخر مزور باسم Faik Meral ، ومن ثم تم ترحيله في 14 أكتوبر 2004 من النمسا بناءً على طلب وزارة العدل التركية في طائرة تجارية برفقة خمسة من رجال الشرطة وضع بالسجن مع الحراسة المشددة.